ضمن الهراطقة الذين أحرقوا أولئك الذين يعارضون:"سلطة البابا والمناهضون لتعميد الأطفال".
٤ - أشينو
ومن أقطاب الحركة المناهضة للتثليث برنارد أوشينو Bernard Ochino الذي حارب عقيدة التثليث بكل قواه على أساس أنه لم يجد لها سندا في الأصول الإنجيلية. ومن الأمور التي قال إنه لم يجد لها في الأصول الإنجيلية سندا مسألة تحريم تعدد الزوجات. إذ قال إنه مباح وإن العبارات الإنجيلية التي فهم خطأ منها المنع، يجب أن تحمل على سبيل المجاز وأن من فهم أن تعدد الزوجات ممنوع لا يفهم اللغتين اليونانية واللاتينية. ولقد اعتمد أوشينو في تفسيراته تلك على ترجمة كازيليو Casellio الإيطالية للإنجيل والتي رفضها كالفن. وبطبيعة الحال فقد حارب كل من الكاثوليك والبروتستنت آراء أوشينو عن تعدد الزوجات كما حاربوا إنكاره لفكرة التثليث.
ولم يكن برنارد أوشينو شخصا عاديا بعيدا عن علوم الدين المسيحي وإنما كان من أكثر رجال الدين شهرة في عصره مشهودا له "بطاقاته الروحية وبركاته" على حد قول مؤلف كتاب "الإصلاح الكاثوليكي" بير جانيل. وقد ترقى في السلك الكنسي إلى رتبة كاردينال سنة ١٥٣٨ م ولكنه سرعان ما فتن بالبروتستنتية فاعتنقها وظل فترة حائرا "بين العقيدة الصحيحة والهرطقة"، وكان له اتصالات بالحركة الإصلاحية الدينية في إنجلترا.
أما دافيد جوريس David Joris (١٥٠١ - ١٥٥٦) فقد ذكر في كتابة الموسوم باسم Wonder Book والصادر سنة ١٥٤٢ م أنه لا يوجد إلا: "إله واحد أحد sole لا يُرى. وأنه لمن الحمق أن نتصوره في ثلاثة أشخاص أو ثلاثة ذوات أو نتصوره على هيئة ثلاثية".
لقد هاجر آلاف من معتنقي فكرة الإله الواحد من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا هروبا بعقيدتهم إلى انجلترا خلال حكم هنري الثامن وكونوا كنائس أسموها كنائس الغرباء. وبهذه الهجرة دخلت الحركة في مرحلة أخرى إذ بدأت أفكارهم تتفاعل في شمال أوروبا وزاد من قوة الحركة دخول قسس معترف بهم من عامة المسيحيين فيها.