على الرغم من كل ذلك مطبوع بطابع التعصب كبقية الأديان. وفولتير، بعد أن جعل من مؤسس الإسلام المثال النموذجي على الرجل الدنيوي الذي استغل بساطة معاصرية (انظر مأساة، محمد ١٧٤١). راح يقارن بين تسامح المسلمين وتعصب المسيحيين. (انظر كتابه مقالة في الأخلاق ١٧٥٦) وهو بذلك يضرب أكبر مثل على الغموض والازدواجية فيما يخص الموقف من الإسلام. وبعد صدور كتاب مونتسكيو"روح القوانين"(١٧٤٨) صورت الدولة التركية على أساس أنها تُجَسِّد نموذج الاستبداد بالذات. وأما فيما يخص رجال الممارسة والانخراط فإنهم لا يهتمون بالطبع كثيراً بعملية الفهم بقدر ما يهتمون بمعرفة المصادر المادية ونقاط القوة والضعف لهذه البلاد. فهي لا تبدو مواضيع للمعرفة بقدر ما تبدو مصدراً محتملاً للفائدة والقوة. ثم تبدو كأرض للمغامرة. وهنا نلتقي بذلك الجزء من الحلم الذي طالما هيمن على روح بونابرت شاباً ....
وتشير بعض المراجع التي كتبها فرنسيون إلى هجرة إسلامية إلى جنوب فرنسا بعد سقوط غرناطة، وأن هؤلاء المسلمين "تقية" منهم اعتنقوا المسيحية، لكن ها نحن نرى جيرونديين في الثورة الفرنسية يسعون إلى إغلاق نوادي القمار ويسعون لتحريم الميسر، وأصدرت الثورة بالفعل مرسوما بذلك، لكنه سرعان ما أصبح حبرا على ورق. وعن هذه الهجرة الإسلامية الباكرة إلى فرنسا نقرأ:
" .. وكانت الهجرة الرابعة التي نحن بصدد الحديث عنها على شكل موجة جماعية هامة العدد نتجت عن طرد العرب المسلمين والأسبان المسلمين من إسبانيا. يبدو أن هؤلاء كانوا قد تحولوا إلى المسيحية منذ قرنين خشية العذاب والتنكيل والقمع، ولكنهم استمروا على دينهم الإسلامي بسرية اعتماداً على مبدأ التقية ".
علم ملك اسبانيا، فيليب الثالث، أن هؤلاء يمارسون الدين الإسلامي بسرية، وأنهم يحتفلون بالأعياد الإسلامية. وفي العاشر من كانون الثاني/يناير ١٦١٠، أصدر مرسوماً ملكياً يمنحهم مهلة ٣٠ يوماً، ثم خفضها إلى ٢٠، لمغادرة إسبانيا. هاجر خمس مئة ألف منهم إلى بلاد المغرب العربي، وشغلوا بصورة فورية مناصب هامة، ذلك لأنهم شكلوا،