Georges Cothon قد تجلت صفة الرحمة في بعثته لجمع متطوعين للجيش في دائرة (محافظة) بيى - دي - دوم Puy-de-Dome . وفي كليرمونت - فران Clermont-Ferrand أعاد تنظيم الصناعات من خلال التركيز على إنتاج المواد للأفواج الجديدة. وعندما رأى المواطنون أنه يمارس سلطاته بعدل وإنسانية أحبوه حتى أنهم راحوا - بالتناوب - يحملونه وهو فوق كرسيه. وفي أثناء بعثته لم يعدم أحد على وفق "العدالة الثورية".
أما جوزيف فوشي Joseph Fouche الذي كان في وقت من الاوقات أستاذا للغة اللاتينية والفيزياء، فهو يبلغ الآن الرابعة والثلاثين من عمره، ولم يكن حتى الآن:"أمهر الرجال الذين قابلتهم أبداً" على حد تعبير بلزاك Balzac . لقد بدا كرجل خلق للتآمر والخداع:"هزيل بارز العظام مذموم الشفتين حاد العينين، مدبب الأنف كتوم صامت رزين صارم". وكان عليه أن ينافس تاليران Talleyrand في سرعة التحول والمراوغة من أجل البقاء. ومن خلال الملاحظات الظاهرية، فهو رب أسرة ملتزم معتدل في عاداته ومسلكه كما كان في الوقت نفسه جسورا في أفكاره.
وفي سنة ١٧٩٢ تم انتخابه للمؤتمر الوطني عن نانت Nantes . وفي البداية جلس مع الجيرونديين وصوت معهم، ثم انتقل إلى الجبليين (اليساريين) بعد أن تنبأ في نفسه بسقوط الجيرونديين وسيادة باريس وأصدر نشرة يدعو فيها الثورة للانتقال من مرحلة البورجوازية إلى المرحلة البروليتارية. ولتطوير الحرب والسير بها قدما قدم البراهين على ضرورة أن تقوم الحكومة "بالاستيلاء على كل شيء يزيد عن حاجة المواطنين، لأن ما هو زائد عن الضرورة (الفَضْل) إن هو إلا انتهاك واضح غير مسوغ لحقوق الشعب" فلا بد من مصادرة كل الذهب والفضة حتى تنتهي الحرب. "إننا سنكون مزعجين قاصرين في ملء السلطة المخولة لنا. فلا وقت لأنصاف الحلول .... ساعدونا لتوجيه لكمات قوية".
وباعتباره ممثلا للجنة الأمن العام في محافظة لوار Loire الأدنى خاصة في نيفير Nevers ومولين Moulins وفوشي - فتح النار على الملكية الخاصة، فاستطاع بمصادرة الأموال والمعادن النفيسة والأسلحة والملابس والطعام أن يجهز عشرة آلاف متطوع كان قد أدرجهم في قوائم المجندين الجدد. لقد نهب الكنائس وجردها مما بها من أوعية القربان المقدس