المصنوعة من الذهب والفضة ومن الشمعدانات والأواني وأرسلها إلى المؤتمر الوطني ووجدت اللجنة (لجنة الأمن العام) أنه من غير المفيد معارضة حماسته واعتبرته الرجل المناسب لمساعدة كولو دربوا Collot d'Herbois في إعادة ليون Lyons إلى حظيرة العقيدة الثورية.
لقد كانت ليون تكاد تكون عاصمة الرأسمالية الفرنسية فمن بين سكانها البالغ عددهم ١٣،٠٠٠ كان هناك ماليون ذوو صلات بأنحاء فرنسا كلها وتجار يتعاملون مع أسواق أوربا كلها وأصحاب صناعات يتحكمون في مئات المصانع، وعدد كبير من البرولتياريا، كانوا يحسدون برولتيارية باريس التي كادت تستولي على الحكم. وفي بداية سنة ١٧٩٣ وتحت قيادة القس السابق (المطرود من رحمة الكنيسة) ماري جوزيف كالييه Marie - Joseph Chalier حققوا نصرا مشابها، لكن الدين أثبت أنه أقوى من الطبقة (الانتماء للدين أقوى من الانتماء للطبقة) فقد ظل نصف العمال على الأقل كاثوليكيا واعترضوا بامتعاض على سياسة اليعاقبة المناهضة للمسيحية وعندما عبأت البورجوازية قواها المختلفة ضد دكتاتورية البرولتياريا انقسم العمال وطرد تحالف رجال الأعمال والملكيين والجيرونديين الحكومة الراديكالية وتم إعدام كالييه ومائتين من أتباعه (في ٦ يوليو سنة ١٧٩٣) وغادر آلاف العاملين المدينة واستقروا في الضواحي والمناطق المحيطة بها وراحوا ينتظرون التحول الثوري التالي.
وأرسلت لجنة الأمن العام جيشا للإطاحة بالرأسماليين المنتصرين وأقبل كوثو Couthon مقطوع الساق من كليرمونت لقيادة هذا الجيش. وفي ٩ أكتوبر شق طريقه إليها وأعاد تأسيس الحكم اليعقوبي بها. وظن كوثو أن سياسة الرحمة مطلوبة في مدينة يعتمد سكانها إلى حد كبير على التشغيل المستمر للمصانع والمحلات لكن لجنة الأمن العام في باريس كان لها رأى مخالف، فطرح الأمر في المؤتمر الوطني في ١٢ أكتوبر وتم إرسال توجيه إلى كوثو. توجيه صاغه روبيسبير مطالبا بالثأر لمقتل كالييه والمائتين من الراديكاليين الذين جرى قتلهم. نقرأ في جزء من هذا التوجيه:
"ستدمر مدنية ليون. لا بد من تدمير سكانها الأثرياء كلهم … وسيمحى اسم ليون من قائمة المدن الجمهورية .... وما سيبقى من منازلها سيطلق عليها اسم المدينة المحررة