للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دموعاً فهذا لا يليق بكن". وفي ٤ ديسمبر - ربما لجعل الأمور واضحة - أدانت المحكمة الجديدة ستين سجينا فتم إخراجهم من السجن إلى ساحة مكشوفة عبر الرون ووضعوا بين خندقين وأطلقت عليهم المترليوزات زخات الرصاص، وفي اليوم التالي، وفي البقعة نفسها تم ربط سجناء عددهم ٢٠٩ معا (بحبل واحد) وتم حصدهم بالمترليوز mitraillade (المدفع) نفسه.

وفي ٧ ديسمبر تم إعدام مائتين بالطريقة نفسها وبعد ذلك وجد أن الذبح بالمقصلة أكثر متعة كما أن الجثث التي امتلأ بها الخندق كانت قد بدأت تسمم هواء المدينة. وبحلول شهر مارس ١٧٩٤ بلغ عدد المعدمين في ليون ١٦٦٧ ثلثاهم من الطبقتين الوسطى والعليا وتم تدمير مئات البيوت الغالية تدميرا شديدا.

وفي ٢٠ ديسمبر ١٧٩٣ ظهر وفد من مواطني ليون أمام المؤتمر الوطني يطالبون بإنهاء عمليات الانتقام، لكن كولو ردهم إلى باريس ودافع عن سياسته بنجاح، وترك فوشي ليرعى أمور ليون فواصل سياسة الإرهاب. ولما علم بأن طولون قد تم الاستيلاء عليها مجددا كتب إلى كولو: "ليس أمامنا للاحتفال بالنصر سوى طريق واحد. لقد أرسلنا هذا المساء ٢١٣ متمردا تحت نار السهام النارية المشتعلة وفي ٣ أبريل ١٧٩٤ تم استدعاء فوشي ليقدم تقريرا عن نفسه أمام المؤتمر الوطني". لقد أفلت من العقاب لكن لم يسامح أبداً روبيسبير لاتهامه له بالبربرية. وسيأخذ منه ثأره يوما.

واعترفت لجنة الأمن العام شيئا فشيئا أن الإرهاب في المحافظات قد زاد زيادة مفرطة. وفي هذا الصدد كان روبيسبير ذا تأثير ملطف (مهدئ) فأخذ على عاتقه دعوة كارييه Carrier وفريرو Fréron وتاييه Tallien وطلب تقارير عن أعمالهم. لقد انتهى الإرهاب في المحافظات (الدوائر) في مايو سنة ١٧٩٤ بينما كان يزداد في باريس. وفي ذلك الوقت أصبح روبيسبير نفسه ضحية له (٢٧ - ٢٨ يوليو ١٧٩٤)، لقد بلغ ضحايا الإرهاب ٢،٧٠٠ في باريس و ١٨،٠٠٠ في سائر أنحاء فرنسا الأخرى. وهناك من يرفع إجمالي الرقم إلى ٤٠،٠٠٠ وبلغ عدد المسجونين المشتبه فيهم حوالي ٣٠٠،٠٠٠. وكان الإرهاب مربحا للدولة إذا نظرنا إلى أموال وممتلكات من جرى إعدامهم والتي عادت إلى لدولة.