للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو بالقرب منها. وقبل إخضاع الفنديين على يد المارشال هوش Hoche (في يوليو ١٧٩٦) كان نصف مليون شخص قد فقدوا حياتهم في هذه الحرب الدينية الجديدة.

وفي باريس كان عدد كبير من السكان غير مبالين بأمر الدين ولهذا سهل الاتفاق بين الجبليين اليسار والجيرونديين، فقد تعاونا معا في تقليص قوة الإكليروس وعملا معا على إنشاء تقويم وثني Pagan Calendar، وشجعت الثورة زواج القسس بل وصدر مرسوم بإبعاد (نفي) كل أسقف امتنع عن الزواج. وفي حماية الثورة تم تزويج ألفي قس وخمسمائة راهبة. وكان ممثلو لجنة الأمن العام يعمدون إلى بعض الإجراءات المناهضة للمسيحية في عملهم، وقد أمر أحدهم بسجن قس وألا يفرج عنه حتى يتزوج.

وفي نيفر Nevers أصدر فوشي أحكاما صارمة فيما يتعلق بالقسس: لا بد أن يتزوجوا، ولا بد أن يعيشوا ببساطة حياة غير مترفة. لتكن حياتهم كحياة الرسل (Apostles) ولا بد أن يمتنعوا عن ارتداء ثياب الكهنوت وأن يمتنعوا عن ممارسة الطقوس الدينية خارج الكنائس، وتم إبطال الطقوس الكنسية في أثناء الجنائز ولا بد أن تنقش على المقابر عبارة "الموت نوم أبدي" وأمر (فوشي) رئيس الأساقفة وثلاثين قسا أن يطرحوا قلنسواتهم الدالة على هويتهم الدينية ليضعوا فوق رؤوسهم غطاء الرأس الثوري الأحمر. وفي مولين Moulin ركب (فوشي) على رأس موكب ليحطم في طريقه الصلبان المجردة كلها، والصلبان التي تمثل المسيح مصلوبا والصور والتماثيل الدينية كلها.

وفي كليرمونت - فران أعلن كوثو أن دين المسيح قد تحول إلى دجل مالي (خداع للحصول على المال)، واستأجر طبيبا لإجراء تجارب أمام الجماهير ليثبت أن ظهور "دم المسيح" بشكل إعجازي في الزجاجة التي تقدمها الكنيسة ليس سوى زيت التربنتينة مصبوغاً باللون الأحمر (Colored Turpentine) . وألغى المرتبات التي تدفعها الحكومة للقسس وصادر ما في الكنائس من آنية ذهبية وفضية، وأعلن أن الكنائس التي لا