التصويت حتى لا يورطوا أنفسهم، وحتى أعضاء اللجنة عاشوا في رعب من أن يقعوا تحت نصل هؤلاء الثلاثة (المتحكمين الجدد) روبيسبير، وكوثو وسان جوست.
وربما كانت الحرب هي التي أدت إلى أن يتبوأ الصدارة أفراد أقوياء عمدوا إلى تركيز السلطة في أيديهم بشكل مثير. وفي أبريل سنة ١٧٩٤ كان الأمير ساكس كوبرج Saxe-Coburg قد قاد جيشا آخر داخل فرنسا، وكانت أي هزيمة تلحق بالدفاعات الفرنسية كفيلة بإثارة الفوضى والخوف في باريس، وحاول البريطانيون من خلال فرض الحصار البحري منع الإمدادات الأمريكية عن فرنسا ولولا نجاح الدفاعات الفرنسية في إلحاق الهزيمة بالأسطول البريطاني في أول يونيو ما وصلت الحمولات الغالية الثمن إلى بريست Brest واستطاع الجيش الفرنسي أن يصد الغزاة بالقرب من شارلروي Charleroi (٢٥ يونيو) وبعد ذلك بيوم قاد سان جوست قوة فرنسية لإحراز نصر حاسم في فلورس Fleurus. وانسحب كوبرج Coburg من فرنسا، وفي ٢٧ يوليو عبر جوردا Jourdan وبيشجرو Pichegru الحدود لإقامة الحكم الفرنسي في أنتورب ولييج وقد يكون الانتصار الذي تحقق بصد الغزوة الكبيرة، مما ساهم في تدمير روبيسبير، فأعداؤه الكثيرون كانوا يشعرون أن الدولة والجيش قد يعملان على تفجير صراع مكشوف في قلب الحكومة، صراع لا هوادة فيه.
فلجنة الأمن العام كانت على خلاف مع لجنة الضمان العام Committee of public Safety بسبب التنازع على السلطة السياسية. وفي هذه اللجنة الأخيرة كان بيو فارين Billaud-varenne وكولو دربوا Collot d'Herbois وكارنو Carnot في حالة ثورة متزايده ضد روبيسبير وسان - جوست. فلما شعر روبيسبير بعداوتهم الشديدة له تحاشى حضور اجتماعات اللجنة في الفترة من أول يوليو إلى ٢٣ من الشهر نفسه لعل هذا يؤدي إلى تخفيف حساسيتهم من زعامته، لكن غيابه هذا أعطاهم الفرصة ليخططوا لإسقاطه. وأكثر من هذا فإن إستراتيجيته راحت تضطرب وتترنح: ففي ٢٣ يوليو أحال المؤيدين له إلى