في المقام الأول؟ إننا نحن المقصودون. إننا نحن الذين يطلقون علينا سوط فرنسا أو سبب نكبها .. منذ فترة أعلنوا الحرب على بعض أعضاء لجنة الضمان العام (تسميها بعض المراجع العربية أيضا لجنة السلامة العامة).
وأخيرا بدوا يعملون على تحطيم رجل واحد … إنهم يسمونني طاغية، إنهم يودون على نحو خاص أن يثبتوا أن محكمة الثورة إنما هي محكمة دم أنشأتها أنا وحدي وأسيطر عليها وحدي سيطرة مطلقة لقتل ذوي النوايا الطيبة كلهم ....
إنني لا أجسر على تسمية هؤلاء المتهمين هنا والآن. إنني لا أستطيع وحدي أن أزيح بشكل كامل الحجاب الذي يغطى الألغاز العميقة لهذه الجرائم. لكنني أؤكد بشكل جازم أن من بين حابكي هذه المؤامرات ممثلين لجهاز فاسد مرتشٍ يدفعه الأجانب لتدمير الجمهورية … إن الخونة موجودون هنا مختبئون تحت مظهرهم الكاذب الزائف. إنهم سيتهمون من يوجه لهم الاتهامات وسيضاعفون خداعهم .. ليضربوا وجه الحقيقة. إن هذا جزء من مؤامرة.
وأريد أن أنهي حديثي هنا بأن الطغيان يحكم بيننا، لكن ليس لهذا يجب أن أصمت. كيف يمكن لأي شخص أن يلوم رجلاً الحق بجانبه، ويعرف كيف يموت في سبيل وطنه ".
وثمة بعض الاضطراب في هذا الخطاب التاريخي فقد كان روبيسبير حتى لحظة إلقاء خطابة يشق طريقة بحذر بين أشراك السياسة، والسلطة تفقد العقل أكثر مما تسبب الفساد، والاحتفاظ بالسلطة يتطلب العمل السريع (اتخاذ إجراءات سريعة أكثر مما يتطلب تأملا). إن لهجة الخطاب التي لا تكتفي بالدلالة على البراءة وسلامة الطوية فقط، وإنما تشير إلى أنه "رجل يقف الحق بجانبه" .... مثل هذا الكلام لا يصلح إلا أن يكون على لسان سقراط بعد أن قطع نصف الطريق فعلا إلى الموت.
إنه لمن الصعب أن ندخل في باب الحكمة ما قام به من حث لأعدائه على معاداته، وإثارة غيظهم وحنقهم بتهديدهم بفضح أخطائهم وكشفها - وهذا يعني الحكم عليهم بالإعدام. لقد كان من غير الحكمة أن يؤكد أن المؤتمر الوطني متحرر من الخوف والإرهاب، عندما