وقامت جيوش فرنسية أخرى بإعادة الاستيلاء على الشاطئ الأيسر لنهر الراين واحتفظت بمواقعها فيه. أما المتحالفون ضد فرنسا Allies فإنهم بعد أن هزموا واختلفوا تركوا فرنسا واتجهوا إلى فريسة أسهل في بولندا، فبروسيا رغبة منها في منع روسيا من الاستيلاء على أي شيء في التقسيم الثالث (١٧٩٥) أرسلت مبعوثيها إلى باريس ومن ثم إلى بازل Basel للتفاوض لعقد سلام منفصل (أي بغير مشاركة حلفائها) مع فرنسا. وما كان المؤتمر الوطني ليستطيع تحمل هذا الطلب لأنه نظر بذعر إلى سلام يمكن أن يعيد إلى باريس أو أي مكان آخر في فرنسا آلاف الجنود نصف المتوحشين يعيشون الآن من موارد البلاد التي فتحوها، ولو عادوا لكانوا إضافة جديدة للمجرمين والمرضى والمشاغبين في المدن الفرنسية التي يصرخ ساكنوها الآن طالبين فرص عمل وخبزا.
كما أن الجنرالات الذين لم يستريحوا من متاعب الحروب والذين أثملتهم الانتصارات - بيشجرو وجوردا وهوش ومورو - ربما لا يقاومون الإغراء بالقيام بانقلاب عسكري ضد الحكومة إن هم عادوا من جبهات القتال. لكل هذا أرسل المؤتمر الو طني إلى بازل، مارك فرنسوا دى بارثليمي Marquis Francois de Barthelemy مزودا بتعليمات بالتمسك بالممتلكات الفرنسية على الشاطئ الأيسر للراين، ورغم اعتراض بروسيا إلا أنها استسلمت للواقع، ولحقت سكسوني Saxony وهانوفر وهسي كاسل Hesse-Cassel بالمناطق الأخرى، وفي ٢٢ يونيو تخلت إسبانيا لفرنسا عن الجزء الشرقي سانتو دومنجو Santo Domingo من جزيرة هسبانيولا Hispanola . واستمرت الحرب مع النمسا وإنجلترا لسبب بدا كافيا وهو إبقاء الجنود الفرنسيين على جبهات القتال.
وفي ٢٧ يونيه جلبت السفن البريطانية ٣،٦٠٠ مهاجرا (من الذين كانوا قد تركوا فرنسا إثر أحداث الثورة) من بورتسموث Portsmouth وأنزلتهم عند قنة كيبورن Quiberon (قنة الجبل الداخلة في البحر) من بريتاني Brittany لينضموا إلى كتائب شوا Chouan الملكية لإحياء تمرد أهالي فندي، وقد هزمهم تاييه في معركة عبقرية (٢١ يوليو) وفي حركة قادها تاييه قبض المؤتمر الوطني على ٧٤٨ وأمر بقتلهم.