للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ٨ يونيو سنة ١٧٩٥ مات ابن لويس السادس عشر (ولي العهد) البالغ من العمر عشر سنوات. مات في السجن وليس من دليل على أن ذلك كان لسوء المعاملة، وربما كان موته بسبب درن العقد اللمفاوية العنقية (Scrofula) والاكتئاب despondency . ومن ثم اعترف الملكيون بالأكبر من أخوي لويس السادس عشر ملكا وهو المهاجر كومت (كونت) دى بروفانس Comte de Provence باعتباره لويس الثامن عشر وأقسموا أن يجعلوه ملكا لفرنسا، وأعلن هذا البوربوني غير الإصلاحي (في أول يوليو ١٧٩٥) أنه إن عاد للعرش أعاد نظام الحكم القديم على حاله كما كان بلا تغيير بما في ذلك الحق المطلق للملك والحقوق الإقطاعية، ومن هنا كان الدعم المشترك الذي قدمه البورجوازيون والفلاحون والعامة من السانس كولوت لنابليون خلال اثنتي عشرة معركة.

لقد أرهقت الثورة فرنسا فبدأ التسامح مع المشاعر الملكية التي تظهر في بعض الصحف والصالونات والأسر الثرية. فلا يستطيع سوى ملك شرعي يتولى الملك بالوراثة وعلى وفق التقاليد المتبعة أن يعيد النظام والأمن لشعب خائف وتعس بعد سنوات من التمزق السياسي والاقتصادي والانقسام الديني والحرب والمستمرة، وعدم ضمان فرصة عمل أو طعام أو حتى حياة. وكان نصف سكان جنوب فرنسا أو أكثر نافرين بعمق من باريس وسياسيّيها.

وفي باريس وجدنا اجتماعات الأحياء التي كان يسيطر عليها العامة (السانس كولوت) في وقت من الأوقات أصبحت الآن بشكل متزايد يسودها رجال الأعمال، بل وقبض على زمام الأمور فيها الملكيون وكانت صالات المسارح تضج بالتصفيق استحسانا عندما يرد في سياق المسرحية حديث عن "أيام زمان الطيبة" قبل سنة ١٧٨٩ وأصبح الشباب الذين كانوا في حالة ثورة دائمة يشاغبون أو يتمردون على الثورة فنظموا أنفسهم في روابط كرابطة الشباب الأنيق (الترجمة الحرفية: الشباب المموه بالذهب) Jeunesse Doree ورابطة الهوى Merveilleux (أو العجيب كما تفيد الكلمة في القواميس الفرنسية) ورابطة الشباب الغندو أو الأنيق Muscadins (أو شباب الثمار أو الفاكهة على وفق المقابل الإنجليزي الذي - وضعه المؤلف لها Fruits) وراحوا يتباهون بملابسهم الغالية الغريبة وشعورهم الطويلة المعقوصة يجوبون الشوارع حاملين الهراوات الخطرة معبرين بجسارة عن مشاعرهم الملكية.