واشترى آلاف الفرنسيين بضائع ومواد غذائية بكميات كبيرة، وبسباق محموم، ليستفيدوا من التضخم بالغش والخداع، فعندما ترتفع الأسعار وتبلغ ذروتها يطرح المضاربون بضائعهم في السوق، وجرى سباق محموم لبيع مخزون البضائع الرخيصة (التي انهارت أسعارها)، ووجد الأبرياء (غير المضاربين) أن مدخراتهم قد حصدتها قلة نشيطة. لقد واجهت الخزانة الإفلاس مرارا وأعلنته في سنة ١٧٩٥ مما أفقدها الثقة العامة، وأدى القرض الذي أخذته الحكومة من الأثرياء إلى قيام التجار برفع الأسعار وإلى دمار تجارة الكماليات، وارتفعت نسبة البطالة، واستمرت الحرب ومعها استمر التضخم.
ووسط هذا الفقر وهذا التشوش استمر الحلم الشيوعي الذي كان قد داعب خيال مابلي Mably في سنة ١٧٤٨ وموريللي Morelly في سنة ١٧٥٥ ولنج في سنة ١٧٧٧، استمر في قلوب الفقراء اليائسين، ووجد هذا الحلم الشيوعي من يعبر عنه في جاك رو Jacques Roux في سنة ١٧٩٣، وفي ١١ أبريل ١٧٩٦ وجدت أحياء الطبقة العاملة في باريس ملصقات تقدم "تحليلا لعقيدة بابيف Babeuf " نقرأ بعض موادها كالتالي":
١ - لقد جعلت الطبيعة لكل الناس حقوقا متساوية في الاستمتاع بالسلع كلها .....
٣ - فرضت الطبيعة على الإنسان العمل، فلا يمكن منع أى إنسان (لم يرتكب جريمة) عن العمل.
٧ - في المجتمع الحر لا يجب أن يكون هناك غني وفقير.
٨ - الثري الذي لا يساهم بما لديه من فائض لمساعدة الفقراء هو عدو للشعب .....
١٠ - هدف الثورة هو القضاء على التفاوت (عدم المساواة) وتحقيق السعادة العامة.
١١ - الثورة لم تنتهِ لأن الأثرياء يمتصون السلع كلها من كل نوع ويسيطرون وحدهم [على السوق] لا يشاركهم أحد، بينما العمال الفقراء كعبيد حقيقيين .. ولا تعتبرهم الدولة شيئا مذكورا.
١٢ - دستور ١٧٩٣ هو قانون فرنسا الحقيقي … وقد أطلق المؤتمر الوطني النار على الشعب الذي طالب بالإبقاء على هذا الدستور وأيدوه ..