(١٨٠٩ - ١٨٢٨) Description de l'Egypte وأحد هؤلاء العلماء لا نعرف إلا أن اسمه بوشار Bouchard وجد في سنة ١٧٩٩ في مدينة تبعد عن الإسكندرية ثلاثين ميلا حجر رشيد Rosetta Stone عليه نقوش بلغتين وثلاثة خطوط (الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية hieroglyphic، demotic، Greek) وقد مكنت هذه الكتابات توما يونج Thomas Young (١٨١٤) وجان - فرنسوا شامبليون Champollion (١٨٢١) من وضع أسس منهج ترجمة النصوص الهيروغليفية ففتحوا بذلك أمام أوربا "الحديثة" أبواب حضارة مصر القديمة المركبة والناضجة بشكل يدعو إلى الدهشة. وكان هذا هو النتيجة الرئيسية لحملة نابليون على مصر، أو النتيجة الوحيدة المهمة.
لكن فتح مصر كان - لفترة - مدعاة لفخره، كذلك كان مدعاة لمباهاته إدخال نظم الإدارة فيها. لقد قال لمدام دى ريموسا في وقت لاحق وهو يستدعي ذكرياته:
"لقد كانت الفترة التي قضيتها في مصر هي أكثر الفترات بهجة في حياتي … لقد وجدت نفسي في مصر متحررا من قيود الحضارة وإزعاجها. لقد رحت أحلم بأمور كثيرة ورأيت كيف أن كل ما حلمت به يمكن أن يتحقق.
لقد خلقت دينا (المقصود ابتدعت دينا) وتصورت نفسي في الطريق إلى آسيا راكبا فيلا وعلى رأسي عمامة وفي يدي قرآن جديد كان علي أن أصيغه على وفق أفكاري .... وكان عليّ أن أهاجم القوات الإنجليزية في الهند وتجديد علاقاتي بأوربا القديمة بفتحها … لكن القدر كان ضد أحلامي".
وكان أول سهام القدر ضده هو معلومات نقلها إليه أندوش جونو Andoche Junot الضابط المعاون مؤداها أن جوزيفين اتخذت لها في باريس عشيقا. لكن الحالم الكبير (نابليون) بكل تألقه العقلي أهمل أن يضع في اعتباره أنه من الصعب على نبات استوائي كجوزيفين أن تظل لشهور عديدة دون أن تمتع مفاتنها بشكل حسي. لقد ظل نابليون لعدة أيام حزينا ساخطا، وكتب في ٢٦ يوليو سنة ١٧٩٨ خطابا يظهر فيه الاكتئاب والقنوط إلى أخيه جوزيف:
"في غضون شهرين سأكون في فرنسا مرة أخرى … فهناك أمور كثيرة تزعجني في