بلادي … إن صداقتك تعني لي الكثير، أكنت لأفقدها أو أظنك تخدعني. إنه لا بد لي أن أكون صالحا تماما مبغضا للشر ....
إنني أريدك أن تهيئ لي مكانا في الريف أستقر فيه عندما أعود، إما في برغنديا Burgundy أو بالقرب من باريس. إنني أفكر في قضاء الشتاء فيه بحيث لا أرى أحدا. لقد سئمت المجتمع. إنني أحتاج أن أنفرد بنفسي. مشاعري متبلدة. لقد سئمت الشهرة. إنني متعب من تحقيقي هذا المجد وأنا في سن التاسعة والعشرين. لقد فقد ذلك جاذبيته بالنسبة لي، فلم يعد لي سوى الأنانية الكاملة ....
إلى اللقاء يا صديقي الوحيد الذي لا صديق لي سواه .... حبى لزوجتك ولجيروم Jerome".
ووجد بعض العزاء عندما جعل من امرأة فرنسية شابة قيمة لمسكنه، وكانت هذه المرأة الشابة قد تبعت زوجها الضابط إلى مصر. إنها بولين فورى Pauline Foures التي لم تستطع مقاومة اهتمام نابليون بجمالها المرح فبادلته الابتسام ولم تبد مقاومة جادة عندما أرسل زوجها السيد فوري في مهمة في باريس، ليوسع لنفسه الطريق. وعندما علم زوجها سبب مكرمة نابليون وتمييزه بإرساله إلى باريس عاد إلى القاهرة وطلق بولين. وفكر نابليون أيضا في الطلاق وشغلته فكرة الزواج من بولين وإنجاب وريث لكنه وضع في اعتباره دموع جوزيفين وعمل لها حسابا. وقد سعدت بولين بهدية حقيقية، وعاشت بعد ما نالته من حظ عاثر تسعا وستين سنة.
وبعد أسبوع من أخبار جوزيفين المحبطة التي أتى بها جونو حدثت كارثة كبرى قوضت نصر جيش الشرق. فإن نابليون عندما ترك أسطوله في الإسكندرية متجها إلى القاهرة كان قد أمر (على وفق رواية نابليون) نائب الأدميرال (اللواء البحري) فرنسوا - بول بروي Brueys أن يفرغ كل حمولته من المواد اللازمة للجنود ومن ثم يبحر بأقصى سرعة ممكنة إلى كورفير Corfu التي كان الفرنسيون قد استولوا عليها. كما أمره