والكونت دوناتين ألفونس فرانسوا دى ساد Donatien-Alphonse-Francois de Sade (١٧٤٠ - ١٨١٤) سليل أسرة عريقة بروفنسية، وارتقى فأصبح حاكما عاما لمحافظتي (دائرتي) بريس Bresse وبوجي Bugey وبدا قاصداً للعيش كمدير من مديري المحافظات (الأقاليم غير العاصمة) لكنه كان مولعا مهتاجا بالخيالات والرغبات الجنسية وراح يبحث عن فلسفة ليبرر بها هذا الولع. وبعد علاقة جنسية غير شرعية مع أربع فتيات حكم عليه بالموت في إكس- أن- بروفانس Aix en Provence (١٧٧٢) لجرائم "دس السم وممارسة اللواط". لكنه هرب، وأعيد القبض عليه، فهرب مرة أخرى، وارتكب مزيدا من الأمور الشنيعة القبيحة، وفر إلى إيطاليا ثم عاد إلى فرنسا، وقبض عليه في باريس وسجن في فينسن Vincennes (١٧٧٨ - ١٧٨٤) وفي الباستيل وفي شارينتون Charenton (١٧٨٩) ، وأطلق سراحه سنة ١٧٩٠ وأيد الثورة، وفي سنة ١٧٩٢ أصبح سكرتيرا لحي (قسم) دي بك des Piques .
وخلال فترة حكم الإرهاب قبض عليه بناء على افتراض زائف وهو أنه أحد المهاجرين (المعادين للثورة) العائدين، وتم إطلاق سراحه بعد عام، لكن في سنة ١٨٠١ في ظل حكم نابليون تعرض للسجن بسبب نشره لقصة بعنوان جوستين Justin (١٧٩١) وجوليت Juliette (١٧٩٢) ، فقد تعرضت هاتان الروايتان لتجربة جنسية سوية وشاذة، وكان المؤلف يفضل الشاذة واستغل مهارته الأدبية في الدفاع عن هذا الشذوذ (العلاقات الجنسية غير الطبيعية أو السوية)، ودلل على أن كل الرغبات الجنسية طبيعية لا شذوذ فيها ولا بد من ممارستها والضمير مرتاح حتى لو تم تحصيل اللذة الجنسية بإحداث الألم، وبهذا المعنى الأخير حقق شهرته فأصبح خالدا بكل معنى الكلمة، وقد قضى سنوات حياته الأخيرة في سجون مختلفة وكتب مسرحيات جيدة ومات في مصحة للأمراض العقلية في شارينتون وفي أثناء الثورة رحنا نسمع عن الشذوذ الجنسي بين طلبة المدارس،
وربما كان لنا أن نسلم بانتشاره في السجون، فالمومسات والعاهرات كان عددهن كبيراً خاصة بالقرب من القصر الملكي وحدائق التوليري وفي شارع سان هيلير St. Hilaire وشارع الساحات الصغيرة (بيتيت شامب Petits Champs) ، ويمكن أن يوجدوا أيضا في المسارح ودار