chemises (القميص)، وأصبح لباس الواحدة منهن في الأساس عباءة فضفاضة بسيطة شفافة (تشف وتصف) بلغ من شفافيتها أنها توحي بالخطوط الداخلية الناعمة (توحي بالأجزاء المنبعجة والمنقعرة في الجسم Contours) حتى أنها لتثير الرجل الذي لم يستثر في حياته.
فخط الخصر في هذا الزى مرتفع ارتفاعا غير معتاد ليدعم الثديين، وخط الرقبة في هذا الزى منخفض بما فيه الكفاية ليقدم للرائي مساحة واسعة مكشوفة، والكمان قصيران قصرا يكفى لإظهار الذراعين الجذابين. واستبدل (الكاب Caps) بعصابة الجبين bandeaux، واستبدل الحذاء ذو الكعب العالي، بصندل بلا كعب (شبشب أو خف) وكتب الأطباء عن الوفيات بين النساء اللائي يرتدين هذه الملابس البهيجة ويذهبن بها إلى المسارح والمتنزهات، بسبب الهبوط الحاد في درجة الحرارة في باريس مساء. وفي هذه الأثناء، عمل الرجال، والنساء الغندورات المثيرات للإعجاب على جذب انتباه الطرف الآخر بالملابس اللافتة للنظر بشكل مبالغ فيه. وفي سنة ١٧٩٢ ظهرت مجموعة من النساء بزي الرجال أمام اجتماع كومونات باريس، فوجه إليهن شوميت Chaumette تأنيباً مهذبا:
"أنتن أيتها النسوة الطائشات اللائي تردن أن تكن رجالا. ألستن قانعات بنصيبكن كما هو؟ ماذا تردن أكثر من هذا؟ إنكن تسيطرن على مشاعرنا، المشرع والرئيس تحت أقدامكن. فسحركن هو وحده الذي لا نستطيع مقاومته، لأنه سحر الحب، وبالتالي فهو عمل الطبيعة، فباسم الطبيعة، كن كما أرادت الطبيعة لتحققن الهدف الذي قصدته الطبيعة بوجودكن".
وعلى أية حال فقد كانت النسوة متأكدات أنهن قادرات على إدخال تحسينات على الطبيعة. ففي إعلان في المونيتير Moniteur في ١٥ أغسطس سنة ١٧٩٢ أعلنت مدام بروكين Broquin أنها: " لم تستنفد مسحوقها الشهير، ذلك المسحوق الذي يصبغ الشعر الأحمر أو الأبيض ليجعله كستنائياً (بنيا مشوبا بحمرة) أو أسود، وهي تعرضه لمن يطلبه" وعند الضرورة كان الشعر الذي لا يرضى عنه صاحبه يغطى بالباروكات wig (الشعر المستعار) والذي كان في حالات كثيرة مقطوعا من ضفائر النسوة الشابات اللاتي قصت المقصلة رقابهن. وفي سنة ١٧٩٦ اعتاد الرجال من الطبقتين الوسطى والعليا أن يضفر الواحد منهم شعره الطويل في ضفيرة.