لويس السادس عشر فخرج فيها عما ألفه الرسامون في روما. إنها اللوحة التي جعل لها عنوانا (The Oath of the Horatii) . وعندما عرضت اللوحة في روما، قال له الفنان الإيطالي العجوز بومبيو باتوني Pompeo Batoni:
" أنت وأنا وحدنا رسامان، أما الباقون فلا يستطيعون القفز في النهر".
" Tu ed io soli، siamo pittori; pel rimanente si puo gettarlo nel fiume"
ولما عاد إلى باريس قدم عمله الموسوم باسم (قسم الهوراسيين Serment des Horaces) في صالون سنة ١٧٨٥. وهنا في تاريخ ليفي الأسطوري وجد ديفيد في "الوطنية " الدين الحقيقي لروما القديمة: ثلاثة إخوة من أسرة هوراتية Horatii Family يقسمون أن يشعلوا الحرب بين روما وألبالونجا Alba Longa (القرن السابع قبل الميلاد) وأن يقتتلوا حتى الموت مع ثلاثة إخوة من عشيرة كورياتي Curiatii لقد صور ديفيد الهوراتيين وهم يقسمون ويتسلمون السيوف من أبيهم بينما أخواتهم يندبن، وكان واحدٌ منهم خطيبا لفتاة كورياتية. وكان الفرنسيون يعلمون القصة من كتاب كورنيل هوراس Corneille's Horace وفسروا فحوى اللوحة على أن "الوطنية" تجعل الأمة فوق الفرد، بل وحتى فوق الأسرة.
لقد كان الملك (لويس السادس عشر) راغبا وبإخلاص في القيام بإصلاحات، وكانت المدينة (باريس) معبأة بالفعل للثورة، وكان أهلها متفقين على استحسان إنجازات الفنانين، وكان منافسو ديفيد يعلمون مهارته في إحياء الشجاعة البطولية والتضحية الأبوية وأحزان النساء، لقد كان النجاح الذي حققته لوحته (قسم الهوارتيين) إحدى العلامات البارزة في حوليات الفنون، لأنها كانت تعني نجاح الأسلوب الكلاسيكي.
ولاقى ديفيد تشجيعا لأسلوبه الفني ولاختياره لموضوعاته فعاد إلى التراث الإغريقي وقدم في سنة ١٧٨٧ عمله "موت سقراط " ولما رأى السير جوشوا رينولد Joshua Reynolds هذه اللوحة في باريس وصفها بأنها: "أعظم إنجاز فني منذ مايكل (ميشيل) أنجلو ورافاييل". إنها يمكن أن تكون امتيازا لأثينا في عصر بركليز. وبعد ذلك بعامين عاد ديفيد إلى التراث الروماني بلوحته (الليكتور The Lictors) " أي الموكلون بإفساح الطريق للحاكم الروماني