للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سريعة التعلم في مختلف المجالات. وقد وصفتها الكونتيسة دي بوفلر de Boufflers التي كانت في مقدمة الحاضرين في حفل العرس بأنها: "معجبة بعقلها وذكائها بشكل زائد حتى إنه من الصعب أن يجعلها ذلك تتحقق من عيوبها. إنها متغطرسة وذات إرادة قوية بشكل يفوق الوصف، وواثقة من نفسها حتى إنني لم أر لها في هذا نظيراً ممن هم في مثل عمرها" لم تكن جميلة فبنيانها رجولي كعقلها لكن عينيها تتلألآن بالحيوية أما عند النقاش فليس لها كفء.

وقد ذهبت لتعيش في السفارة السويدية في شارع دوباك Rue du Bac وسرعان ما أسست لها صالونا هناك، لكن أيضا - تخلصاً من إزعاج أمها - اتخذت لصالونها مقرا في شقة فوق بنك أبيها. وطرد نيكر من وزارة المالية في سنة ١٧٨١ ولكنه استدعى مرة أخرى ليشغل المنصب نفسه في سنة ١٧٨٨ لتحاشي تهديد الثورة. إنه الآن رغم ملايينه المثل الأعلى في باريس، وكانت جيرمين تؤيده بشدة بلسانها وقلمها، وكان لديها بعض الأسباب التي تجعلها فخورة به، وأصبحت السياسة والحب غير المشروع هما طعامها وشرابها (لا هم لها سواهما).

وبناء على نصيحة نيكر دعا لويس السادس عشر مجلس طبقات الأمة للانعقاد، وأمر الملك متجاوزا اعتراض نيكر أن تجتمع كل طبقة في مكان منفصل محافظا بذلك على الفصل بين الطبقات. وفي ١٢ يوليو سنة ١٧٨٩ طرد الملك نيكر للمرة الثانية وأمره بمغادرة فرنسا فورا. فأسرع نيكر وزوجته بالتوجه إلى بروكسل وتبعتهما جيرمين وقد ملأها الغضب فنسي ستيل Stael مهام منصبه وصحبها وربط مصيره بمصيرها. وفي ١٤ يوليو اجتاح الباريسيون سجن الباستيل وهددوا العرش. فأرسل الملك الذي تملكه الرعب لاستدعاء نيكر إلى باريس ليشغل منصبه فعاد نيكر وصفق له الشعب، واندفعت جيرمين عائدة إلى باريس وراحت تحس كل يوم برياح الثورة الساخنة حتى مذابح سبتمبر.

وأيدت مجلس طبقات الأمة لكنها دافعت عن فكرة وجود مجلسين تشريعيين في ظل ملكية دستورية مؤكدة أفكار الحكومة النيابية والحريات المدنية وحماية الملكية. وكلما تقدمت الثورة في مسارها كانت هي تبذل قصارى جهدها للتخفيف من أفكار اليعاقبة Jacobins .