للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت تشجع الجيرونديين.

وعلى أية حال فقد بزّت اليعاقبة في فلسفتها الأخلاقية وكل من قابلتهم من الرجال تقريبا كان الواحد منهم يرى أنه من المعقول أن يكون زواجه قائما على اتحاد الثروات (ثروته وثروة زوجته) لا على اتحاد القلوب، إذ يمكن لمحظية أو محظيتين أن تتيح له الإثارة والرومانسية، لكن الواحد من هؤلاء الرجال لم يكن يظن أن هذا الامتياز يمكن أن يمتد ليشمل الزوجة لأن عدم إخلاصها قد يؤدي إلى إنجاب أولاد ليسوا من صلبه وبالتالي تضيع الثروة (تذهب لغير أبنائه أي تفسد عملية التوريث) ولم تكن جيرمين تشعر بهذه الحجة لأنها وهي الابنة الوحيدة يكاد يكون الميراث كله لها، لذا فقد انتهت إلى نتيجة مؤداها أن عليها أن تبحث عن الرومانسية متحررة من القيود كلها حتى في اختيار أسرّة أخرى (التعامل في غير مخدع الزوجية).

وكانت قد فقدت احترامها لزوجها سريعا، فقد كان مطيعا جدا بطريقة لا تجعله مثيرا، وكان غير كفء بطريقة تجعله غير قادر على تسديد ديونه، ولم تكن معترضة على اتخاذه من الآنسة كليرون Clairon محظية، لكنه كان ينفق دخله الحكومي على ممثلة مسرحية عمرها إحدى وسبعون سنة وكان يهمل واجباته كسفير وكان يقامر ويخسر وتراكمت عليه الديون مرارا، فكان يدفعها عنه زوجته وأبوها مكرهين، ومن هنا فقد شقت طريقها بين موكب العشاق لأنه كما قالت في "دلفين Delphine " " بين الله والحب لا أعترف بوسيط سوى ضميري" والضمير يمكن التحكم فيه وكان من بين أول من تعاون معها تاليران أسقف أوتون Autun المطرود الذي اتفق معها في مسألة مرونة النذر أو القسم (Flexibility of vows) تم أتى بعده الكونت جاك أنطوان دى جوبير Jacques Antoine de Guibert الذي أصبح فيما بعد "المثل الأعلى الجميل" لجولي دى ليسبيناس Julie de Lespinasse لكنه على أية حال مات في سنة ١٧٩٠ وهو في السابعة والأربعين.

وقبل موته بعام كون علاقة أعمق وأكثر استمرارا مع لويس دي ناربون لارا Louis de Narbonne Lara، وكان ابنا غير شرعي، وكان لديه هو نفسه عندما بلغ الثالثة والثلاثين من عمره عددا من الأبناء غير الشرعيين (أولاد الزنا) لكنه