الاقتصادي الذي تقدّمه البورجوازية له، فقد كان هذا أمراً ضرورياً لسلطته) وقد كان قراره هذا يمثل الدكتاتورية المفرطة إذ جلب من السّخط أكثر مما جلب من الاستحسان، لذا فإنه سرعان ما عدّل القرار ليجعله نفياً إلى المحافظات (المديريات الفرنسية) بدلاً من النفي خارج فرنسا. وألغى ضريبة المصادرة التي تتراوح قيمتها من ٢٠% إلى ٣٠% والتي كانت حكومة الإدارة قد فرضتها على كل الدخول التي تزيد على المستوى العادي.
والغي القانون الذي كانت الحكومة تعمل بمقتضاه على احتجاز المواطنين البارزين كرهائن يتم تغريمهم أو نفيهم إذا ارتكب مواطنوهم أية جرائم ضد الحكومة. وهدّأ الكاثوليك في إقليم الفندي Vendee بدعوة زعمائهم إلى مؤتمر وأكّد لهم نواياه الحسنة ووقّع معهم في ٢٤ ديسمبر هدنة أنهت الحروب الدينية في فرنسا لفترة. وأمر أن تعاود كل الكنائس الكاثوليكية - التي سبق أن كُرّست قبل سنة ١٧٩٣ - ممارسة العبادات الكاثوليكية في كل الأيام ما عدا يوم الديكادي decadi (اليوم العاشر) وفي ٢٦ ديسمبر أو بعد ذلك بقليل أعاد من المنفى ضحايا أجنحة الثورة التي حققت انتصارات على الأجنحة الثورية الأخرى في وقت من الأوقات: الليبراليون السابقون في الجمعية الوطنية National Assembly بمن فيهم لافاييت Lafayette، ولطَّف من حدَّة أعضاء لجنة الأمن العام Committee of Public Safety، مثل بارير Barere ولازار كارنو Lazare Carnot الذي عاد إلى ممارسة مهامه في وزارة الحرب.
وأعاد بونابرت الحقوق المدنية للنبلاء غير المشاغبين، وللمسالمين من أقارب الذين تركوا فرنسا بسبب أحداث الثورة emigres . وأبطل المهرجانات التي كان وقودها الحقد والكراهية، كمهرجان الاحتفال بذكرى مقتل الملك لويس السادس عشر، ونفى الجيرونديين Girondins وذكرى سقوط روبيسبير. وأعلن نابليون أنه لن يحكم فرنسا لصالح أية فئة من الفئات المتصارعة - اليعاقبة أو البورجوازية أو الملكيين - وإنما سيحكمها كممثّل للأمّة كلها. لقد أعلن أنه إن حكم لصالح أي فريق فمعنى هذا أنه سيعتمد عليه (دون سواه) عاجلاً أم آجلاً. ولن يسمح لي الفرقاء الآخرون بذلك أبدا. إنني وطني فرنسي.
وعلى النحو نفسه نظر الشعب الفرنسي له - حقاً لقد نظر إليه الفرنسيون جميعاً