للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يهتفون لإنجازات نابليون على الصعيدين السياسي والحربي، عاش نابليون. وعلى أية حال فربما كانت لونيفيل معركة حربية أكثر منها انتصارات دبلوماسية. لقد كانت لونيفيل انتصارا للكبرياء على التدبر والتعقل ففيها كمنت بذور حروب كثيرة انتهت بواترلو Waterloo .

وثمَّة مفاوضات أخرى جلبت لفرنسا مزيداً من القوة فبناء على الاتفاق مع أسبانيا في أول أكتوبر سنة ١٨٠٠ أصبحت لويزيانا Louisiana تابعة لفرنسا. وأدت معاهدة فلورنسا (١٨ مارس سنة ١٨٠٠) مع ملك نابلي إلى أن أصبحت جزيرة إلبا Elba وممتلكات نابلي في وسط إيطاليا تابعة لفرنسا، وأدَّت المعاهدة نفسها إلى إغلاق موانئ نابلي في وجه التجارة البريطانية والتركية. وأدّى الإدعاء الفرنسي القديم في سان دومينجو St. Domingue - القسم الغربي من هسبانيولا Hispaniola - إلى دخول نابليون في صراع مع رجل يكاد لا يقل عنه في قوة الشخصية. إنه فرانسوا - دومينيك توسين Francois Dominique Toussaint الذي وُلد كعبد زنجي في سنة ١٧٤٣ وقاد عبيد سان دومنيجو وهو في سن الثامنة والأربعين - وهي سن يفترض أن بالغها يتسم بالحذر - في ثورة ناجحة، واستولى على الجانب الفرنسي من الجزيرة ثم على الجانب الاسباني منها.

وحكم الجزيرة باقتدار لكنه وجد صعوبة في ضبط النظام المؤدي لكثرة الإنتاج بين العبيد المحررين الذين كانوا يفضلون حياة البطالة ويبدو أن ذلك بسبب الحرارة. وسمح توسين Toussaint لكثير من الملاك السابقين بالعودة إلى مزارعهم وأسس نظام عمل يكاد يكون قائما على العبودية. وقد اعترف من الناحية النظرية بالسيادة الفرنسية على سان دومينجو أما من الناحية العملية فإنه - على أية حال - احتفظ بلقب الحاكم العام طوال حياته كما احتفظ بحقه في توليه من يخلفه، تماما - إلى حد كبير - كما سيفعل نابليون بعد فترة وجيزة في فرنسا. وفي سنة ١٨٠١ أرسل القنصل الأول (نابليون) عشرين ألف عسكري بقيادة الجنرال تشارلز لكلير Leclere لإعادة بسط السيادة الفرنسية في سان دومينجو، لكن توسين واجه هذه القوات بشراسة ومع هذا فقد لاقى الهزيمة ومات في جيل Jail في فرنسا (سنة ١٨٠٣). وفي سنة ١٨٠٣ وقعت الجزيرة كلها في يد بريطانيا.