وأن يكون الحرس القنصلي مصطفاً في صَحْن نوتردام كما لو كان في حفل زواج حقيقي بين القيصر والكنيسة ودُعِيَ الأمراء وذوو المقام الرفيع من الدول الأخرى فلبوا الدعوة. ووصلت الجموع من المدينة والأحياء والمحافظات ومن الخارج وساوموا للحصول على أفضل الأماكن في الكاتدرائية أو في الطرقات، وراح أصحاب المحال يأملون في الحصول على ربح وفير، وقد كان. ورضي الناس عن الأعمال والمشاهد رضاءً مُفعماً بالسعادة ربما بطريقة لم تحدث منذ مهرجانات روما أيام الإمبراطورية.
واتخذ البابا بيوس السابع الدَّمث طريقه بتؤدة في الفترة من ٢ نوفمبر إلى ٢٥ من الشهر نفسه عَبْر مدن إيطاليا وفرنسا محاطاً بمراسم التشريفات وقابله نابليون في فونتينبلو Fontainebleau . ومنذ هذه اللحظة حتى التتويج قدَّم الإمبراطور (نابليون) للبابا كل مظاهر الود فيما عدا الإذعان، فلم يكن نابليون (الإمبراطور) ليتصرَّف على أساس أنه يخشى قوَّة أعلى متمثلة في البابا. ورحب أهل باريس - أكثر الناس تشككاً في الكاثوليكية على ظهر البسيطة في تلك الأيام - بالحَبْر (البابا) باعتباره يمثل مشهداً جديراً بالرؤية، وقادت ثُلَّة من الجنود والقسس هذا البابا في قصر التوليري Tuileries حيث تمَّ إيصاله إلى مقرِّ إقامته في جناح دي فلور Pavillon de Flore. ورحَّبت به جوزيفين وانتهزت هذه الفرصة لتُخبره أنها لم تكن مُرتبطة بنابليون من خلال زواج ديني، فَوَعَدها بيوس Pius بعلاج هذا الخطأ قبل التتويج، وفي ليلتي ٢٩ و ٣٠ نوفمبر أعاد تزويجهما وأحست جوزيفين أن عقبة مُباركة وُضعت لتمنع نابليون من تطليقها.
وفي بواكير يوم بارد (الثاني من ديسمبر) غادر اثنا عشر موكبا من نقاط مُختلفة لتتجمَّع في نوتردام: مفوَّضون من مدن فرنسا ومن الجيش والبحرية والجمعيات التشريعية والهيئات القضائية والإدارات، وجوقة الشرف، والمعهد العلمي وغُرف التجارة .. فوجدوا