للمكافأة على الخدمات الباهرة (غير العادية) ولم يكن يؤمن بوضع مرؤوسيه في وضع يكونون فيه مطمئنين مرتاحي البال، فشيء من الوعد غير المؤكدة بمنصب أو ولاية قد يدفع لمزيد من العمل الجاد، ولم يكن نابليون يعترض على اتصالاتهم وتكوين علاقات وثيقة بينهم، بل ولم يكن يعترض على وجود أمور غامضة مشبوهة في ماضي الواحد منهم فذلك يتيح له ممسكاً يضمن به حُسْن سلوكهم.
وكان يستخدم مساعديه إلى أقصى درجة، ثم يترك الواحد منهم ليعود متراجعاً مستمتعاً بمعاشٍ سخي، وربما ببعض ألقاب النَّبالة كمفاجأة سارة. ولم يعش بعضهم حتى يتلقوا هذه المكافأة أو حتى يصلوا إلى هذه النتيجة المرجوّة، فقد فضل فيلينيف Villeneuve الذي هُزِم في الطرف الأغر - الانتحارَ علي مواجهة لومه، ولم تَهُز الاعتراضات مشاعره القاسية، فمن أقواله:
"يجب أن يكون قلب رجل الدولة في رأسه ولا يجب أن يُدخل مشاعره في الأمور السياسية، وفي عملية إدارة إمبراطورية، لا يساوي الفرد إلاّ قليلاً إلاّ إذا كان هذا الفرد هو نابليون".
وربما بالغ نابليون في عدم إحساسه بأهمية الجاذبية الشخصية عندما قال:"أنا لا أحب إلاّ المفيدين لي، وطالما هم مفيدون" وقد استمر نابليون في حبّه لجوزيفين فترة طويلة بعد أن أصبحت مُعوَّقةً لخططه. وبالطبع فإنه كمعظم البشر كان في هذا راضخاً لرغبته فيها. وكان يعدّل في نشراته الحربية - كما تفعل معظم الحكومات - ليحتفظ بالروح المعنوية العامة مرتفعة. وقد درس مكيافيللي وقلمه الرصاص في يده (كناية عن الاهتمام ليخط به تحت السطور الحاوية على فكرة مهمة) وثمة نسخة من كتاب الأمير (لمكيافيللي) عليها بعض التعليقات تم العثور عليها في مركبته في واترلو Waterloo.
لقد كان نابليون يعتبر أن كل شيء يُعجِّل بتحقيق أهدافه شيء طيب أو بتعبير آخر كان يعتبر الغاية تبرر الوسيلة. إنه لم ينتظر نيتشه Nietzsche ليُرشده بقوله أن الرغبة في القوة كامنة وراء الخير والشر على سواء لذا فإن نيتشه اعتبره الناتج الطيب الوحيد للثورة الفرنسية وأطلق عليه Ens realissimum وقد قال نابليون القوة خير والضعف شر وقد حزن من أجل أخيه جوزيف (يوسف) قائلاً: "إنه أطيب من أن يكون رجلاً عظيماً". ومع هذا فقد كان نابليون يحبه.