أما أبناء الارستقراطية الجديدة فقد ترسَّخت ارستقراطيتهم كما أن الثورة - طوال جيل - قد كفّت صوتها وأخفت بنادقها.
في هذا المجتمع الذي تُبعث فيه الحياة من جديد لزم أن يُعاد للزواج أهميته وقداسته وشرعيته مرة أخرى، وكذلك لزم الأمر نفسه بالنسبة للأمومة، وكذلك الملكية - وليس الحب الرومانسي، لزم لهذا كله أن يُرسَّخ لتحقيق غاياته. فالحب الذي ينشأ نتيجة المفاتن البدنية بين الفتى والفتاة إنما هو بسبب الهرمونات وتقارب العمر والاقتراب المكاني. وأن توجد زواجاً دائماً اعتماداً على هذه الظروف القائمة على المصادفة والظروف العابرة إنما هو تفكير يدعو للسخرية. "إنه حماقة مزدوجة ".
إن كثيراً من هذا الحب تثيره - بشكل غير طبيعي - الكتابات الرومانسية. وربما اختفى لو أن الناس كانوا أميِّين. يقول نابليون إنني اعتقد جازماً أن الحب الرومانسي له من الأضرار أكثر مما له من الحسنات .. وربما كان من الخير إقصاؤه كسبب لتوحّد رجل وامرأة في مشروع دائم لتنشئة الأطفال وأساس لنقل الملكية (المقصود التوريث أو انتقال الثروة بالميراث) ويقول نابليون: "لابد من منع الزواج بين ذكر وأنثى يعرف كل منهما الآخر لفترة تقل عن ستة أشهر".
وكان نابليون يؤمن بنظرة محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المترجم) للزواج: إن هدفه هو إنجاب عدد كبير من الذرية في ظل ظروف يتمتع فيها الرجل بالحرية، وتتمتع فيها الزوجة المخلصة المطيعة بالحماية. وشعيرة الزواج - رغم إمكان عقد القران مدنياً - لابد أن تكون ذات طابع مقدّس وقور يتم التأكيد خلالها على التزامات الطرفين. ولابد أن ينام الزوج والزوجة معاً، "فهذا يُقصي الفردية من الحياة الزوجية ويضمن وضع المرأة وارتباط الزوج بها، ويجعل بينهما مودة ورحمة intimacy ويضمن الفضيلة" وقد اتبع نابليون هذه العادات القديمة حتى استقر رأيه على الطلاق.
وعلى أية حال فإن كانت الزوجة المخلصة الواحدة غير كافية للرجل:
"فإنني أجد أنه من السخرية ألاّ يكون قادراً على أن يكون له أكثر من زوجة شرعية، ذلك أن المرء إذا كان لديه