فنك فريد في العالم (ليس لك نظير) ولم يصل أحد قبلك إلى هذه الدرجة من الإتقان حيث وحَّد الفن في شخصك بين الإثارة والإلهام والتفكير من ناحية والتلقائية من ناحية أخرى، وبين العقل والسجيّة".
وكان نابليون أيضاً مفتوناً بهذا التراجيدي (تالما) فقدّم له مبالغ عينية ودفع ديونه ودعاه مراراً على مائدة الإفطار وكان الإمبراطور يستطيع أن يظل مستغرقاً في الحديث عن الدراما والدبلوماسيون والجنرالات ينتظرون لقاءه بينما هو يشرح تفاصيل تاريخية يجب مراعاتها عند تقديم الشخصية. وذات صباح بعد أن شاهد مسرحية موت بُمبي La Mort de Pompee قال لتالما:
"إنني لستُ براضٍ تماماً. إنك تستخدم ذراعيك كثيراً. إن الملوك لا يُكثرون هكذا من الإشارات والإيماءات. إنهم يعرفون أنَّ الحركة أمر وأن النظرة موت، لذا فهم يقتصدون في الإشارات والحركات والنظرات"
وقد تأكدنا أنّ تالما قد استفاد من هذه النصيحة. وعلى أية حال فقد ظل تالما حتى آخر حياته سيّداً للمسرح الفرنسي.
وكان للمسرح الفرنسي أميراته (ممثلاته البارعات) أيضاً فقد كانت الآنسة (المدموازيل) دوشسنوا Duchesnois ذات وجه عادي لكنها متناسقة القوام. لذا فقد كانت - على حد ما ذكر دوماس الأب Dumas Pere - معجبة على نحو خاص بدور الزير Alzire حيث كانت تستطيع عرض دوْرها وهي شبه عارية وكان صوتها أيضاً ذا نغمات شجيّة عميقة ويُعبِّر عن الأسى الميلودي melodious (يتسم بأنه صوت رخيم) حتى أنه في يوم عرض هذه المسرحية فضَّلها معظم من شاهدوها في دور ماريا ستورات Maria Stuart على الآنسة راشيل Mlle. Rachel لقد كانت أكثر ما تكون إبداعاً عندما تؤدي أدواراً تراجيدية إذ كانت تنافس تالما Talma في أداء هذه الأدوار، وعادة ما كان يتم اختيارها لتلعب أدوارها معه. أما الآنسة جورج فكانت ذات جمالٍ يُحَرِّضُ على الإثم ولا بد أن المسرح الفرنسي تردّد عند توزيعه الأدوار في أن يعهد إليها بدوْر كليتمسترا Clytemnestra في مسرحية راسين Iphigenie .
لقد جذب صوتها وقوامها القنصل الأول (نابليون) وكأيّ سيد إقطاعي يتمتّع بحق السيّد droit de seigneur راح يزورها زيارات قصيرة بين الحين