أجسادنا بشكل سرّى إلى تراب لنكون من جوهرها، فتنمو من جديد بشكل آخر جميل".
وبين الحين والحين تومض الفلسفة في كتاباته، لكنها عادة ما تكون متشائمة: "التاريخ يعيد نفسه فهو ليس إلاً تكراراً للحقائق نفسها وإن اختلف الناس والزمن" إن مذكرات من القبر هو أكثر أعمال شاتوبريان بقاء.
لقد ظل حتى سنة ١٨١٤ يعيش في الريف إلى أن أعادته القوات المتحالفة ضد نابليون - بعد انتصارها - إلى فرنسا. هل سيؤدي تقدمهم - كما حدث في سنة ١٧٩٢ - إلى ثورة الشعب الفرنسي ومقاومته البطولية؟ في الذكرى السنوية الخامسة لإعدام أمان Armand أصدر شاتوبريان نشرة قويّة تحمل عنوان عن بونابرت والبوربون De Buonaparte et des Bourbons انتشرت في فرنسا أثناء تراجع نابليون. وقد أكد المؤلف للأمة: "أن الرب نفسه يسير على رأس قوات الجيوش المتحالفة ضد نابليون ويجلس في مجلس (اجتماع) الملوك Council of the Kings ". لقد عرض إساءات نابليون - "إعدام انجهين Enghein وكادودال Cadoudal وتعذيب بيشجرو Pichegru واغتياله وسجن البابا … وهذه الأخلاق التي جلبها بونابرت (كتب بونابرت بالهجاء الإيطالي Buonaparte) غريبة على الطبيعة الفرنسية".
إن حكاماً كثيرين قد قمعوا حرية الصحافة وحرية الكلام، لكن نابليون تمادى إلى أبعد من ذلك فأمر الصحافة بامتداحه مهما كان هذا على حساب الحقيقة. إن الضرائب التي جمعها لم يكن يستحقها فقد جعل من الاستبداد علماً ومن الضرائب مصادرة ومن التجنيد الإجباري مجزرة. لقد مات في معركة روسيا وحدها ٢٤٣،٦١٠ مقاتل بعد معاناة شديدة بينما كان قائدهم (نابليون) في مأمن يأكل أحسن الطعام وتخلّى عن جيشه هارباً إلى باريس. كَمْ كان لويس السادس عشر نبيلاً وإنساناً بالمقارنة به!! وكما سأل نابليون أعضاء حكومة الإدارة في سنة ١٧٩٩: "ماذا فعلتم بفرنسا التي كانت متألقة يوم تركتها؟ "
فكذلك الآن يوجه كل البشر السؤال نفسه لنابليون:
"إن البشر جميعاً يتهمونك (أي يتهمون نابليون)، طالبين الثأر منك باسم الدين والأخلاق والحرية. أي مكان لم تنشر فيه الخراب؟ في أي بقعة من بقاع العالم نجت أسرة من