تُعجب نابليون أللا أدري ذلك أن نابليون في هذا الوقت كان يرتب أمور الوفاق (الكونكوردات Concordat) مع الكنيسة.
وصنّف ديستوت - دون أن يأبه لاعتراض - الأيديولوجيا (ويقصد السيكولوجيا psychology) باعتبارها أحد أقسام علم الحيوان Zoology، وعرَّف الوعي consciousness بأنه إدراك الحواس (إدراك حسّي sensations) وعرّف الحكم Judgment (أي التمييز الإدراكي) بأنه الإحساس بالعلاقات، وعرّف الإرادة بأنها حاسّة الرغبة. فكما أن المثاليين (أصحاب المذهب المثالي) نافحوا عن فكرة أن الحواس لا تُثبت بطريق لا تحتمل الشك وجود العالم الخارجي، فإن ديستوت كان يعني المشاهد والأصوات والروائح والطعم لكنه أصرّ على أنها قد تدرك على سبيل اليقين وجود العالم الخارجي عن طريق اللمس والوجود والحركة، فكما سبق أن قال الدكتور جونسون أننا نستطيع أن نحسم هذه المسألة بركل حجر.
وفي سنة ١٨٠٣ ألغى نابليون القسم الثاني في المعهد العلمي فوجد ديستوت دي تراسي نفسه بلا مدرّج يلقي فيه محاضراته وبلا طابع ولم يكن قادرا على الحصول على تصريح لنشر كتابه ملاحظات على روح القوانين لمونتسكيو فأرسل مخطوطة الكتاب إلى توماس جيفرسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي أمر بترجمته للإنجليزية وطُبع في سنة ١٨١١ دون الإشارة لاسم مؤلفة. وعاش ديستوت حتى بلغ الثانية والثمانين، وأصدر في أواخر عمره بحثاً عن الحب De L'Amour (١٨٢٦) .
بدأ مين دي بيران (Marie-Francois-Pierre Gonthier de Biran) عمله في مجال الفلسفة بعرض فلسفته الحسية Sensationism بغموض ضَمِن له الشهرة. لقد بدأ عسكرياً وانتهى صوفيا (باطنيا). في سنة ١٧٨٤ التحق بالحرس الملكي للويس السادس عشر وساعد في الدفاع عنه ضد كتيبة النساء الرهيبة التي حاصرت الملك والملكة في فرساي في الخامس والسادس من أكتوبر سنة ١٧٨٩. ولما أصابه الرعب من الثورة عاد إلى عقارٍ له بالقرب من برجراك Bergerac. وتم انتخابه للمجلس التشريعي في سنة ١٨٠٩ وعارض نابليون في سنة ١٨١٣ وأصبح مسئولاً عن خزانة مجلس النواب في عهد لويس الثامن عشر. وكانت كتاباته عملاً إضافياً إلى جانب مهمته