قريباً من أسلوب فولتير. وكان أبوه رئيساً لمجلس شيوخ سافوي وأصبح هو نفسه عضواً في هذا المجلس في سنة ١٧٨٧، إذن لقد كان لديه هو وأبوه أسبابٌ تجعلهما يدافعان عن الوضع الراهن، أسباب أكثر من كونها فلسفية.
وإذا كان جوزيف ابن أبيه سياسياً (المقصود يذهب مذهب أبيه في السياسة) فقد كان ابناً لأمه عاطفياً فقد نقلت إليه الولاء الحار للكنسية الكاثوليكية. لقد كتب في فترة لاحقة لا شيء يمكن أن يحل محل ما يتلقاه المرء من تعليم على يد أمه وتلقى تعليمه على يد الراهبات والقسس ثم في الكلية الجزوتية (اليسوعية) في تورين Turin، ولم يفقد حبه أبداً لهؤلاء القسس والراهبات، وبعد مغازلة - لم تَطُل - للماسونيين Freemasonry قبل بشكل تام نظرة الجزويت (اليسوعيين) والتي مؤدّاها أن الدولة يجب أن تكون تابعة للكنيسة وأن الكنيسة يجب أن تكون تابعة للبابا.
وفي سبتمبر سنة ١٧٩٢ دخل جيشُ الثورة الفرنسية سافوي Savoy وفي نوفمبر من العام نفسه تم إلحاق الدوقية بفرنسا. لقد تركت هذه الصدمة التي أعادت تقديم كل الأمور على أسس جديدة - القِيَم والكلاسيكيّات والسلطات والعقائد - ميستر، في حالة من البعض والكراهية عكَّرت مزاجه وجعلت حياته قاتمة، وأثَّر ذلك في كتبه وجعل أسلوبه حاراً مُفْعماً، لقد هرب مع زوجته إلى لوزان وأصبح مراسلاً رسمياً لملك سردنيا تشارلز إمانوئيل الرابع Emmanuel وكان يجد بعض السلوى في تردّده على صالون مدام دي ستيل de Stael بالقرب من كوبت Coppet، لكن المفكرين الذين قابلهم عندها - مثل بنيامين كونستانت (قسطنطين) بَدوْاله وقد أصابتهم عدوى التشكّك المخزي الذي ساد فرنسا في القرن الثامن عشر.
حتى المهاجرين (الذين تركوا فرنسا إثْر أحداث الثورة الفرنسيّة) المحتشدين في لوزان كانوا مدمنين على قراءة فولتير، واعترت الدهشة ميستر لعدم وعيهم فقد كان يرى أنَّ معاداة الكاثوليكية ستقوّض كل أساسات الحياة في فرنسا بإضعافها السّند الديني للقيم والأخلاق والأسرة والدولة. ولأنه قد غدا كبير السن لا يستطيع حمل السلاح ضد الثورة فقد قرر أن يحارب بقلمه غير المؤمنين (بالكاثوليكية) والثوريين. لقد مزج النّقد اللاذع بحبر قلمه وترك أثره كعلامة في هذا القرن. ولم يتفوق عليه - في عصره - في نزعته