وبدأ في المرحلة الثانية (١٨٢٠ - ١٨٣٣) رحلة إلى إيطاليا بحثا عن دفء الشمس، وخلال هذه الرحلة التي استغرقت ستة أشهر رسم خمسة عشر إسكتشا، وبعد عودته إلى إنجلترا حول بعضها إلى لوحات حاول فيها استخدام أساليب جديدة في اللون والضوء والظلال مثل (خليج بايي Baiae) ١٨٢٣ جعل كل شيء فيها ينطق - حتى الظل. ومرة أخرى في فرنسا (١٨٢١) استخدم الألوان المائية في رسم نهر السين وجعله يتألق منيرا. في ١٨٢٥ - ١٨٢٦ تجول في بلجيكا وهولندا وأحضر إلى بلاده إسكتشات حول بعضها إلى لوحات مثل (كولوني Cologne) و (ديبي Dieppe) وهي الآن في مجموعة الفريك Frick في نيويورك. وفي سني الثلاثين من هذا القرن كان بين الحين والحين ينعم بضيافة اللورد إجريمونت Egermont في بتورث Petworth وكان كعادته ينشغل بعمله لكنه أعطى لمضيفه لحظة خالدة بلوحته (البحيرة عند الغروب)
وفي مرحلته الأخيرة (١٨٣٤ - ١٨٤٥) راح يستسلم أكثر فأكثر لإغراء الضوء، فغالبا ما كانت تختفي في لوحاته الأشياء فلا يتبقى إلا دراسة فاتنة للألوان والتألق والظلال، وفي بعض الأحيان كان يترك الأشياء تلعب دورا أساسيا كما في لوحته Fighting temeraire towed to her Last berth (١٨٣٩) أو لوحته (المطر والبخار والسرعة)(١٨٤٤) التي تمثل إعلانا حركيا فخورا لقرن من الخيول الحديدية. وعندما احترق مبنى البرلمان في سنة ١٨٣٤ جلس تيرنر بالقرب منه يرسم إسكتشات لآخر لوحاته عن هذا المشهد. وعندما كان يعبر من هاروتش Harwich تعرضت سفينة لريح مجنونة وهطل عليها الجليد فاندفع الفنان الهرم نحو الساري (ساري المركب) وظل عنده طوال أربع ساعات حتى يحفر في ذاكرته تفاصيل المشهد وما فيه من رعب ورسمه بعد ذلك مستخدما اللون الأبيض بكثرة في لوحته عاصفة ثلجية (١٨٤٢)، وفي سنة ١٨٤٣ حقق نصره الأخير بلوحته (شمس البندقية تتجه للبحر).
واسودت سنوات عمره الأخيرة بذروة الإجماع على إدانته، وإن خفف وطأة ذلك عنه ما كاله له سيد النثر الإنجليزي من مديح. لقد انتقد أحد النقاد لوحة (العاصفة الثلجية)