للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله جل جلاله - سلسلة من الأقوال منسوبة إلى موسى وحتى القديس بول (بولس). ورفض بين Paine كل هذه الأقوال (الحكايات) باعتبارها حكايات تصلح لأطفال الحضانة وللكبار الذين أنهكهم البحث عن الخبز والزبد وأعياهم المرض وأرهبهم الموت فباع لهم اللاهوتيون أوهام الوعود الموعودة. وقدم بين Paine لذوي الأرواح الأقوى الله بصورة لا تشبه الإنسان وإنما باعتباره حياة الكون (الروح الحي في الكون).

"لا يمكننا أن نوحد كل أفكارنا عن الله إلا من خلال الخلق .. إن الخلق (الكون) يتحدث لغة عالمية (كونية) … إنه كلمة الله (الكون) التي توحي للبشر كل ما هو ضروري لمعرفة الله. أتريد أن تتأمل قوته؟ إنها تتجلى في عظمة خلقه. أتريد أن تتأمل حكمته؟ إنها تتجلى في سنن الكون التي لا يعتريها تبديل والتي تحكم الكل الذي لا يحيط به أحد. أتريد أن تتأمل كرمه؟ إنها تتجلى في تلك الوفرة التي تملأ الأرض. أتريد أن تتأمل رحمته؟ إنها تتجلى في كونه لا يمسك فضله حتى عن ألعصاة. باختصار أتريد أن تعرف الله؟ ابحث عنه في الخلق لا في الكتاب المقدس المسيحي Scripture".

وقد سُجن في الفترة من ٢٨ ديسمبر ١٧٩٣ حتى سقوط روبيسبير في ٢٧ يوليو سنة ١٧٩٤. وفي ٤ نوفمبر: "دعتني الجمعية الوطنية Convention علناً وبالإجماع للعودة إليها (الجمعية الوطنية) … وقبلت." وفي أثناء الاضطراب العظيم لرد الثيرموديريين Thermidorean reaction ألف الجزء الثاني من كتابه (عصر العقل The Age of Reason) وكرسه لتوجيه نقد حاد للكتاب المقدس Bible وأضاف قليلا لنقد أفكار وردت في دراسات أكاديمية كان معظمها من تأليف رجال الدين. لقد ضاعت سدى - في إنجلترا وأمريكا - اعتراضاته على الإيمان بالرب (المقصود هنا يسوع المسيح) بسبب اعتراضه وعدم تعاطفه مع الكتاب المقدس الذي كان عزيزا على الشعوب والحكومات، فوجد نفسه بلا تكريم في وطنه الأصلي ووطنه الجديد، وعندما عاد في سنة ١٨٠٢ إلى نيويورك (التي سبق لها أن قدرت خدماته لجمهور الأمريكيين بمنحه ٣٠٠ أكر (فدان) في نيوروشل New Rochelle) ووجه باستقبال بارد.

وأدمن الشرب في السنوات السبع الأخيرة من عمره ومات في نيويورك سنة ١٨٠٩ وبعد موته بعشرة أعوام عمل وليم كوبت William Cobbett على