وعند عودته من روسيا أعد لنشر كتابه المهم: "مبادئ الأخلاق والتشريع The Principles of Morals & Legislation " (١٧٨٩) ، ارتبط طبعه بالتواريخ الثورية). لقد كان كتابا صعبا مدعما بصرامة بمئات التعريفات لدرجة تترك القارئ غير المختص مشوشاً لكن بنثام كان يأخذ على عاتقه عملاً عقليا مجهدا: لقد كان يهدف إلى إحلال الأخلاق الطبيعية محل اللاهوت، وإقامة السلوك والقانون على أسس قوامها صالح المجموع أو الوطن أكثر من إقامتها على أسس قوامها إرادة السلطة التنفيذية أو مصالح طبقة من الطبقات، وتحرير القانون والسلوك من فروض الدين من ناحية ومن الأحلام الثورية من ناحية أخرى.
إن هذه الأسس الجديدة - لكل من الأخلاق والقانون - قامت على مبدأ النفعية - فائدة الفعل act للفرد، وفائدة العادة للجماعة، وفائدة القانون للشعب وفائدة الاتفاقات الدولية للجنس البشري. وذهب بنثام إلى أن كل النظم تسعى لتحقيق المسرة وإبعاد الألم. وعرّف السرور بأنه "أي ترضية" وعرّف الألم بأنه "أي إزعاج" سواء للبدن أو النفس. والنفعية هي "ميزة تحقيق السعادة أو اجتناب الألم"، والسعادة هي "استمرار السرور". والنفعية "لا تحتاج لقصرها على الفرد فقد تكون - جزئيا أو أساساَ - للأسرة أو المجتمع أو الدولة أو الجنس البشري". وقد يجد الفرد (من خلال غرائزه الاجتماعية) السعادة أو تجنب الألم في ربط ما يرضيه بما يرضي الجماعة التي ينتمي إليها وعلى هذا فعلاوة على تحقيق الهدف العاجل، فإن الهدف النهائي والمحك الأخلاقي لكل الأعمال والقوانين هو مدى إسهامها في تحقيق أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد. "قد يكون لدى صديق هو أعز الأصدقاء لكنني إن عرفت أن مصالحه تتعارض مع مصالح المجموع، فإنني لن أضع مصالحه في اعتباري. إنني سأخدم أصدقائي وأتوقع أن يخدموني" ولم يدع بنثام أنه أصل هذه الصيغة النفعية.
لقد أعلن بصراحته المعتادة - أنه وجد أساسها في كتاب جوزيف بريستلى Joseph Priestly مقال عن المبادئ الأساسية للحكم " Essay on the first principles of Government" (١٧٦٨) وكان يمكن أن يجده في كتاب فرانسيس هتشسون في الأخلاق Hutcheson's Enquiry. عن الخير والشر Concerning Moral Good & Evil (١٧٢٥) ، حيث عرف المواطن الصالح بأنه "الذي يقدم أقصى قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس" أو في كتاب