وبعد ذلك بأيام قلائل كتب:"إن سوثي يفكر بطريقة أسمى من الطريقة التي أفكر بها .. ولابد أن أعترف أنني عندما أراه في أسرته يبدو أكثر ما يكون سناء وبهاء … كيف أزعجه العالم وأفسدته العادات، إن قلبي يتمزق عندما أفكر فيما آل إليه".
ووجد بعض التسلية والمتعة عند قراءة كتاب جودوين (العدالة السياسية). وعندما علم أن هذا المؤلف الذي كان ذات يوم فيلسوفا مشهورا أصبح يعيش الآن فقيرا في الظل، كتب خطاب إعجاب:
"لقد سجلت اسمك في قائمة العظماء الذين وافتهم المنية. لقد شعرت بالأسف لأن عظمة وجودك قد فارقت عالمنا الأرضي. ولم يكن الأمر كذلك. فأنت ستظل حيا وإنني أعتقد جازما أنك تخطط لرفاهية الجنس البشري. إنني لم أدخل إلا لتوي في معترك التفاعلات البشرية ومع هذا فمشاعري وتفكيري تواصلا مع مشاعرك وأفكارك .. إنني شاب وشغوف بقضايا الفلسفة والحقيقة .. عندما آتي إلى لندن سأبحث عنك. إنني مقتنع أنني أستطيع المثول أمامك مع أنني غير جدير بصداقتك.
وداعا. سأكون متشوقا لتلقي إجابتك.
وفقد رد جودوين Godwin، لكن يمكننا الحكم على فحواه من خطابه المؤرخ في مارس ١٨١٢:
"على قدر ما أستطيع التغلغل في شخصيتك فإنني مقتنع أن فيك جملة من الصفات الحميدة بشكل غير عادي، وإن كانت لا تخلو من بعض العيوب. وهذه العيوب تحدث دوما وبشكل أساسي نتيجة كونك لازلت صغيرا جدا، وأنك لست مقتنعا قناعة كافية بهذا ونصح شيلي ألا ينشر كل ما يعن له، وإن نشر شيئا من هذا النوع ألا يضع اسمه عليه فحياة الإنسان الذي ينشر ويوقع ستكون سلسلة من التراجعات".
وكان شيلي بالفعل يطبق هذا بالاحتفاظ بمخطوطات مؤلفاته أو يطبعها طبعات خاصة (محدودة) وأول مؤلفاته المهمة (Queen Mab) :
" كنت قد كتبتها وأنا في الثامنة عشرة من عمري - وأجرؤ على القول أنني كتبتها بحماس كاف وروح عاليه - لكنني … لم أكن أنوي نشرها" وفي سنة ١٨١٠ كان لا يزال مولعا بالمثقفين والمفكرين الفرنسيين لقد قدم لقصيدته (Queen Mab) بشعار فولتير الغاضب Ecrasez l'infame! واستعار أفكارا كثيرة من كتاب فولني:
Volney's Les Ruines، ou Meditations sur les revolutions des Empires (١٧٩١)