الثاني بعد الرفاهية. ومن ناحية أخرى فإنها كانت تتصرف بتواضع وحكمة كما كانت تعمل الخير (توزع الأعطيات) وأصبحت أثيرة لدي الراهبات والملك والملكة، وجلست أمام رافائيل منجز، وأنجليكا كوفمان ومدام فيجي ليبرون Vigee - Lebrun ليرسموها. وسرّ منها السير وليم فتزوجها في سنة ١٧٩١، وعندما أعلنت فرنسا الحرب على إنجلترا أصبحت وطنية بشكل فعّال وحماسي، وعملت على إبقاء نابلي متحالفة مع إنجلترا (ضد فرنسا).
وفي صيف سنة ١٧٩٤ صدرت الأوامر لنلسون بحصار كالفي Calvi الميناء الكورسيكي الذي كان قد وقع في أيدي الفرنسيين، فاستولى على الحصن لكن - في أثناء المعركة أدت قذيفة أطلقها العدو بالقرب منه إلى تناثر الرمال بشدة فأصابت عينه اليمنى وشفي جرحه دون أن يترك تشويها لكنه فقد الإبصار بها تماما.
ولم يكن لهذا الانتصار أهمية كبيرة من منظور الأحداث التي كانت مسيرتها في العامين التاليين ضد إنجلترا بشكل قوي، فقد دخل نابليون إيطاليا وشتت شمل الجيوش السردينية والنمساوية وأجبر حكومات سردينيا والنمسا ونابلي على الخروج من التحالف الأول ضد فرنسا، كما أجبرها على قبول شروطه للسلام وفي أكتوبر سنة ١٧٩٦ أعلنت إسبانيا الحرب على انجلترا بسبب الإجراءت البريطانية في جزر الهند الغربية. لقد أصبح البحر المتوسط غير آمن للبريطانيين بسبب استعداد الأسطول الإسباني الانضمام للفرنسيين. وفي ١٤ فبراير ١٧٩٧ انقضت قوة بحرية بريطانية من خمس عشرة سفينة بقيادة الأدميرال (أمير البحر) جون جرفيز Jervis - الذي كان وقتها قائدا للأسطول البريطاني في البحر المتوسط - على أرمادا إسبانية (أسطول إسباني) من سبع وعشرين سفينة، على بعد ثلاثين ميلا من رأس فينسنت Vincent في أقصى الجنوب الغربي للساحل البرتغالي، ووجه القبطان نلسون Captain . H.M.S سفينته وسفنا أخرى لمهاجمة الحراسة الخلفية لأسطول العدو الصغير، وقاد هو رجاله من فوق متون السفن واستولى على السفينة سان جوزف San Josef ثم السفينة سان نيكولاس San Nicolas . لقد استسلمت السفن الإسبانية التي لم تكن مسلحة بشكل جيد، ولم يكن قادتها يحكمون السيطرة عليها، ولم يكن رجالها مدربين على إطلاق المدافع - استسلمت واحدة إثر الأخرى فحقق الإنجليز نصرا كاملا، فمنح (بضم