الميم) جيرفز لقب إيرل سان فينسنت وأصبح نلسون فارس الباث Knight of the Bath ، وهكذا أصبحت البحرية البريطانية مرة أخرى سيدة البحر المتوسط.
وفي يوليو سنة ١٧٩٧ تم إرسال نلسون (وهو الآن عميد بحري rear admiral) للاستيلاء على سانتا كروز في إحدى جزر الكاناري Canary . لقد كان الإسبان قد حصنوا المدينة تحصينا قويا لموقعها الإستراتيجي الحيوي اللازم لحماية تجارتهم مع الأمريكتين. وقاومت المدينة مقاومة باسلة لم يتوقعها نلسون، وأدى عنف الأمواج إلى صعوبة رسو القوارب البريطانية فاصطدم بعضها بالصخور وأصابت المدافع الإسبانية بعضها الآخر فشلت قدرتها، وفشل الهجوم، وأصيب نلسون نفسه بطلقة في مرفقه الأيمن وتم بتر الذراع بطريقة لا تتسم بالكفاءة، وتم إرسال نلسون إلى بيته ليتعافى تحت رعاية زوجته. واعترى القلق نلسون مخافة أن تدرجه الأدميرالية في قائمة المعاقين إعاقة دائمة، فقد أصبح بذراع واحدة وعين واحدة. إلا أنه في أبريل سنة ١٧٩٨ تم تعيينه عميدا بحريا rear admiral وأصبح على رأس السفينة فانجارد، وتلقى أوامر بالانضمام إلى أسطول اللورد سانت فينسنت بالقرب من جبل طارق، وفي مايو أصبح قائدا لثلاث سفن وخمس فرقاطات وتلقى تعليمات بمراقبة مخارج طولون حيث كان نابليون يستعد بحملة غامضة يعدها خلف حصون الميناء، وفي ٢٠ مايو هبت عاصفة عاتية ألحقت أضرارا بالغة بأسطول نلسون فاضطر للتراجع إلى جبل طارق لإصلاح سفنه المعطوبة، وعندما عاد بسفنه لمواصلة المراقبة علم نلسون أن الأسطول الفرنسي الصغير قد انطلق في جنح الظلام مغادرا طولون متجها للشرق لجهة غير معلومة. فانطلق نلسون ليتعقبه وقضى وقتا طويلا على غير هدى ونفدت مؤنه فلجأ إلى باليرمو للتزود بالمؤن وإعادة تهيئة أسطوله وقد سمح (بضم السين) له بذلك بناء على وساطة الليدي هاملتون لدى حكومة نابلي التي كانت آنئذ في سلام مع فرنسا، وترددت في السماح لنلسون مخافة أن يعد هذا السماح خرقا لحيادها، لكن تم السماح لنلسون بهذا بناء على الوساطة الآنف ذكرها.
وهكذا أصبحت سفنه مرة أخرى مهيأة لأداء مهمته فواصل البحث عن أسطول نابليون، فوجده أخيرا في أبي قير بالقرب من الإسكندرية، ومرة أخرى غامر نلسون بكل شيء ففي