الكنسي فقد أعلن إدانته للثورة وأيد الملوك الذين يتصدون لها لمحقها. لكنه أجبر في صلح تولينتينو Peace of Tolentino (١٩ فبراير ١٧٩٧) على التخلي لفرنسا عن المقاطعات الباباوية:
أفنيون وفيناسين Venaissin كما أجبر في الصلح نفسه على التخلي عن المدن الدول: فيرارا وبولونيا ورافنا للجمهورية السيزالبية.
وفي ديسمبر سنة ١٧٩٧ قتلت الجماهير الإيطالية الجنرال الفرنسي ليونارد دوفو Leonard Duphot، وانتهز الجنرال الفرنسي لوي (لويس) بيرثييه Berthier الذي خلف نابليون في قيادة جيش إيطاليا (كان نابليون وقتها في مصر) الفرصة لغزو روما وإقامة جمهورية روما تحت الحماية الفرنسية، واعترض البابا بيوس السادس فتم القبض عليه وتم نقله من مكان إلى آخر حتى مات في فالنسي Valence في ٢٩ أغسطس ١٧٩٩ في عهد حكومة الإدارة.
وراح المراقبون غير الواعين بالتاريخ يتساءلون عما إذا كان في موته موت للباباوية أو بتعبير آخر هل انتهى الآن عصر الباباوية بغير رجعة؟ وأتاح هذا الموقف لفرديناند الرابع النابلي (نسبة إلى نابلي) فرصاً ثلاث: أن يجرّب الجيش الجديد الذي كان جهزه له السير جون أكتون Acton، وأن يثبت للكنيسة الكاثوليكية أنه ابن مخلص لها، وأن يستولي على جانب من الولايات الباباوية مكافأة تشريفية له. ووافق الأدميرال (أمير البحر) نيلسون الذي كان في هذا الوقت يتلكأ في نابلي لقضاء اكبر وقت ممكن مع إيما هاملتون Emma Hamilton - وافق على تقديم المساعدة بإنزال قوة بحرية في ليجهورن Leghorn، وجعل الملك على رأس جيشه الجنرال النمساوي كارل ماك Karl Mack وركب معه لفتح روما (٢٩ نوفمبر ١٧٩٨) وقررت الحاميات الفرنسية التي بقيت في روما أنه لا قبل لها بمواجهة كل جيش نابلي فأبدت استعدادها لإخلاء المدينة (روما).
وبينما كان الكاردينالات المتفوقون يختارون بابا جديدا في البندقية (فينيسيا) كان جنود فرديناند يختبرون أجراس روما ويستعرضون فنونها، وفي هذه الأثناء هبط الجنرال الفرنسي اللامع جان - إتين شامبيون Jean-Etienne Championnet من الشمال على رأس