في هذه السيمفونية كان نابليون (وهو قنصل أول) موجوداً في عقل بيتهوفن الذي كان يقدره تقدير شديدا في هذا الوقت وشبهه بأعظم القناصل الرومان. وقد رأيت مع عديد من أصدقائه الحميمين نسخة من سيمفونية الأرويكا على مكتبه وقد كتب في أعلاها بونابرت وفي أدناها لوجى Luigi فان بيتهوفن ولم نقرأ أي كلمة أخرى … وكنت أول من حمل له خبر أن نابليون قد أعلن نفسه إمبراطورا، وعندها انفعل ساخطا (أي بيتهوفن) وصاح إنه إذن بشر كالبشر العاديين. إنه سيطأ كل حقوق الإنسان وسينشغل بطموحاته، وسيعلي نفسه فوق الآخرين ويصبح طاغية وتوجه بيتهوفن إلى المنضدة فمزق اسم نابليون من فوق صفحة عنوان سيمفونية وقذفه إلى الأرض، وغير الصفحة الأولى وجعل عنوان السيمفونية إرويكا (البطولة) Sinfonia eroica.
وعندما نشرت السيمفونية (١٨٠٥) حملت العنوان التالي: Sinfonia eroica per festeggiare il sovvenira d'un gran uomo ومعناها سيمفونية البطولة للاحتفاء بذكرى رجل عظيم.
وفي ٧ أبريل ١٨٠٥ أدتها فرقة موسيقية للمرة الأولى على مسرح آن دير فين Theater-an-der-Wien بقيادة بيتهوفن رغم اعتلال سمعه. وكان أسلوبه في قيادة الفرقة مع شخصيته:
"مثيرا محكما بارعا، فعند الفقرات الموسيقية الرقيقة جدا (البيانيسيمو Pianissimo) نجده ينحني حتى يكاد المكتب يخفيه، وكلما تصاعد النغم وازداد (كريسندو Crescendo) وجدناه يرفع قامته شيئا فشيئا بالتدريج مع تصاعد النغم، فإذا وصل الصوت للذروة فورتسيمو fortissimo انبثق قافزا في الهواء مادا ذراعيه إلى آخر مدى كما لو كان يريد التحليق فوق السحاب".
وتعرضت السيمفونية للنقد بسبب،
"غرابة انتقالها النغمي أي غرابة الانتقال من أسلوب في الأنغام إلى أسلوب آخر (الموديولاشن modulation) ، وعنف المقاطع الإنتقالية وصخبها Violent transitions … ولما بها من حدّة غير مرغوبة. ولطولها المفرط".
وقد نصح النقاد بيتهوفن بالعودة لأسلوبه الأول والأكثر بساطة. لكن بيتهوفن أرغى وأزبد وحال إقناعهم بأسلوبه.
وحاول بيتهوفن دخول مجال الأوبرا لضمان نصر جديد، ففي ٢٠ نوفمبر ١٨٠٥ قاد