العرض الأول لأوبرا ليونور Leonore لكن جيوش نابليون كانت قد احتلت فيينا في ١٣ نوفمبر، فهرب الإمبراطور فرانسيس ورؤوس النبلاء، فلم يعد الناس ميالين للأوبرا أو بتعبير أوضح لم تعد أمزجتهم رائعة للاستمتاع بالأوبرا. لقد حقق الأداء فشلا مدويا رغم تصفيق الضباط الفرنسيين الموجودين وسط الجمهور قليل العدد. وقيل لبيتهوفن إن أوبراه his opera طويلة جدا وغير متقنة الترتيب، فاختصرها وراجعها وعرضها مرة ثانية في ٢٩ مارس ١٨٠٦ ففشلت مرة أخرى.
وبعد ذلك بثماني سنوات عندما ازدحمت المدينة بوفود مؤتمر فيينا، تم تغيير اسم الأوبرا ليصبح فيدليو Fidelio وتم عرضها للمرة الثالثة فلم تحقق إلا نجاحا متواضعا. لقد كان اتجاه بيتهوفن في التأليف الموسيقي يعتمد على التناغم بين الآلات أو المزاوجة بين أنغامها فقد كان يجد في ذلك رحابة ومرونة أكثر مما كان يجدها في الصوت البشري، لكن المغنين كانوا - على أية حال - تواقين لكسر حواجز جديدة، ولم يستطيعوا - ببساطة - القيام بالأداء الغنائي لبعض الفقرات المحلقة (المتسمة بالسمو) فتمردوا أخيرا. وهذه الأوبرا تعرض الآن في المناسبات بسبب شهرة مؤلفها (بيتهوفن) وبعد خضوعها لمراجعات كثيرة لا مجال لمزيد عليها.
وبعد هذه التجربة الصعبة راح ينتقل من تأليف عمل عظيم خالد إلى آخر. وفي سنة ١٨٠٥ قدم كونشرتو البيانو (Opus ٥٨ G، No ٤،) ، واحتفى بعام ١٨٠٦ بسوناتا (F. Minor ،Opus ٥٧) التي أطلق عليها في وقت لاحق (أباسيوناتا Appassionata) وأضاف ثلاثة أرباع، ومجموعة ألحان Opus ٥٩ وأهداها إلى كونت أندرياس رازوموفسكى Razumovsky السفير الروسي في فيينا وفي مارس ١٨٠٧ نظم أصدقاء بيتهوفن حفلاً خيريا له - ربما تعزية لفشل عمله الأوبرالي، وفي هذا الحفل أدار عزف سيمفونياته؟ الأولى والثانية والثالثة (إرويكا سيمفونية البطولة) وسيمفونيته الجديدة (الرابعة) (in B Flat، Opus ٦٠) ولا ندري كيف تحمل جمهور المستمعين هذا الكم الموسيقي المفرط إلى حد التخمة.
وفي سنة ١٨٠٦ عهد الأمير ميكلوس نيكولاوس إسترهازي Miklos Nicolaus Esterhazy إلى بيتهوفن تأليف موسيقي قداس لعيد شفيعة زوجته (إحياء لذكرى القديسة التي تحمل الزوجة اسمها)، فذهب بيتهوفن إلى قصر إسترهازي في ايزنشتات Eisenstadt في