للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عصره بداية اكتشاف المادة، وظلت شهرته كأحد المؤلفين الألمان الروّاد تطبق آفاق أوروبا حتى منتصف القرن التاسع عشر، وبعد أن خمدت شهرته في أوروبا انتقلت محلِّقة في أمريكا حيث كان لونجفلو Longfellow واحداً من المتحمسين له. ولا نكاد نجد أحداً يقرأه الآن في ألمانيا لكن المؤكد أنَّ كلَّ ألماني يتذكر قوله المنطوي على الحكمة، والذي كان يقصد به توجيه طعنة إلى الفلسفة الألمانية، وتلخيص عصر نابليون على نحو يفوق كتابنا هذا: "إن الله قد أعطى الإنجليز إمبراطورية البحر، وأعطى الفرنسيين إمبراطورية البر، وأعطى الألمان إمبراطورية الهواء".

وهناك كاتبان آخران من كتّاب القصة كان لها جمهور عريض كان إرنست تيودور فيلهلم هوفمان Wilhelm Hoffmann (١٧٧٦ - ١٨٢٢) واحداً من أكثر الألمان تعدداً للمواهب والاهتمامات بشكل غير عادي، وقد غيَّر الاسم فيلهلم إلى أماديوس Amadeus في سنة ١٨١٣: لقد كان رساما ومؤلفاً للموسيقى وعازفاً لها ومخرجاً للأوبرا وممارساً قانونياً وكتب قصصاً بوليسية ورواية ألهمت جاك أوفنباج Offenbach في مؤلفه (حكايات هوفمان) (١٨٨١). أما أدلبرت فون كاميسو Adelbert Von Chamisso (١٧٨١ - ١٨٣٨) فكان متفردا في حياته وأدبه.

لقد كان بحكم الميلاد نبيلاً فرنسياً، ترك فرنسا إثر أحداث الثورة الفرنسية وتلقى معظم تعليمه في مدارس ألمانيا وتم تجنيده في كتيبة عسكرية بروسيّة وحارب فرنسا في معركة يينا وفي سنة ١٨١٣ كتب قصة رمزية هي Peter Schlemihls wundersame Geschichte يبث فيها فيها تَمزُّق ولائه وحنينه لبلاد آبائه وأجداده. لقد كانت حكاية غريبة عن رجل باع ظلّه للشيطان. وكان عالم نبات راسخاً ذا شهرة، فصحب أوتو فون كوتسبو Otto Von Kotzebue في رحلته العلمية حول العالم (١٨١٥ - ١٨١٨) وسجل اكتشافاته في مؤلّف حقّق شهرة في وقت من الأوقات يحمل عنوان (رحلة حول العالم Reise um die Welt) وقسّم ما بقي من عمره بين عمله كمسئول عن حديقة برلين للنباتات، وكتابة الشعر الرومانسي، وقد امتدح هينريش (هينرخ) هاين Heinrich Heine قصائده ووضع روبرت شومان Schumann موسيقى لسلسلة أشعاره عن الحب