للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدولة وتحت حمايتها، ويمكن تأميمها على وفق حاجة الأمة وإرادتها. وهذا ما فعلته الجمعية الوطنية الفرنسية، وهي على حق.

لقد نشر هذان المقالان غفلاً من الاسم، ولو كان معروفا أن فيشته هو مؤلفهما ما دعي في ديسمبر ١٧٩٣ ليشغل كرسي الفلسفة في يينا Jena. وكان الدوق تشارلز أوغسطس Charles Augustus لا يزال هو لورد فيمار ويينا. الهادئ، وكان جوته الذي يشرف على هيئة التدريس في الجامعة لم يقرر بعد أن الثورة الفرنسية كانت سقما (مرضا) رومانسيا.

وعلى هذا فقد بدأ فيشته محاضراته في يينا Jana في الفصل الدراسي الذي يبدأ بعد عيد الفصح في سنة ١٧٩٤. لقد كان مدرسا مقنعا وخطيبا مفوها يمكنه أن يمزج المشاعر بالفلسفة ويمكنه أن يجعل الميتافيزيقا فوق كل شيء لكن اندفاعه كان مؤثرا في مهنته كأستاذ، وكان ينذر بتمرد واضطراب وتم نشر خمس من محاضراته الأولى في سنة ١٧٩٤ بعنوان (بعض المحاضرات عن مهمة العالم) طرح فيها فكرة أن الدولة ستختفي في وقت مناسب في المستقبل، لتترك الناس أحراراً حقا، وكانت هذه الفكرة تكاد تكون دعوة للفوضوية anarchistic (اللاحكومة) وتشابه ما دعا إليه جودوين Godwin في كتابه الذي نشره قبل ذلك بعام (بحث في العدالة السياسية Enquiry Concerning Political Justice) :

" المجتمع السياسي ليس جزءا من الأهداف الخالصة للحياة البشرية وإنما هو - فقط - الوسائل الممكنة لتكوين مجتمع كامل. والدولة تميل بشكل مستمر إلى إلغاء دورها، إذا كان الهدف النهائي لكل حكم أن يجعل من نفسه زيادة غير ضرورية. قد يكون علينا أن ننتظر دهورا طويلة لكن سيأتي يوم تصبح فيه كل التشكيلات السياسية غير ضرورية ".

وأضاف فيشته لهذه النظرة العامة التي جعلها سائغة للملوك والحكام بتوقعه ألا تحدث إلا بعد فترة طويلة، فكرة أخرى Pisgah View: " إن الهدف النهائي للمجتمع هو المساواة الكاملة بين كل أفراده"، وكان في قوله هذا صدىً لأفكار جان جاك روسو، ولم ينكر فيشته ذلك: "ليحل السلام على رفات روسو ولتتبارك ذكراه لأنه أيقظ أرواحنا". ورحب الثوار الرومانسيون الذين كان عليهم أن يجتمعوا في يينا في سنة ١٧٩٦ بهذه الأفكار الداعية إلى يوتوبيا (مدينة مثالية)، فكتب فريدريش فون شليجل إلى أخيه:

إن أعظم المتيافيزيقيين