للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موجود الآن على قيد الحياة. إنه كاتب ذو شعبية. يمكنك أن تراه في كتابه الشهير عن الثورة … إن كل لمحة من لمحات حياة فيشته العامة تبدو وكأنها تقول: هذا رجل.

١/ ٢ - الفيلسوف

ترى ما هي هذه الميتافيزيقا التي جذبت الرومانسي كل هذا الجذب؟ لقد كان محورها هو أن الفرد والأنا الواعية بذاتها - تلك الأنا التي جوهرها الإرادة الحرة - هي ذروة كل حقيقة reality . ولا شيء يبهج الرومانسي أكثر من هذا لكن الأمر لم يكن (لوسينده Lucinde) كما عرضها فريدريش فون شليجل، بل إن فيشته نفسه بعد أن نشر كتابه (تأسيس علم شامل للمعرفة، ١٧٩٤) وجد من الضروري أن يوضح أفكاره، فأصدر في سنة ١٧٩٧ (مقدمة ثانية) وبتقديم جديد، وقد أضاف كلا العملين سخافات جديدة (أمورا منافية للعقل). لقد كانت الكلمة الشارحة أو الكلمة المفتاح في حد ذاتها تحتاج إلى شرح. لقد استخدم كلمة Wissenschaftslehre التي تعنى عمود المعرفة Shaft أو عصبها أو جزءها المركزي Trunk، أو لنستخدم كلمة مانعة جامعة - نظرية المعرفة.

وبدأ فيشته بتقسيم الفلاسفة إلى قسمين: "الدوجماتيين" dogmatists (أصحاب النظريات الذين يؤكدون نظرياتهم أو أفكارهم ويرفضون بحسم كل نظرية غيرها) أو القائلون بالوجود الحقيقي للمادة خارج العقل realists (إنهم مقتنعون بأن الأشياء موجودة بشكل مستقل خارج العقل (أو النفس)، و"المثاليون" idealists الذين يعتقدون أن كل التجارب وكل الحقائق facts هي مفاهيم عقلية، وعلى هذا فهي كل الحقيقة فكل ما يمكننا معرفته جزء من العقل المدرك. لقد اعترض فيشته على القائلين بالوجود المنفصل للمادة (الوجود المستقل لها) realists على أساس أن مقالتهم تفضي منطقيا إلى أن الجبرية التلقائية التي تجعل (الوعي) أمراً زائدا أو غير ضروري مما يقوض دعائم المسئولية (البشرية) والأخلاق، بينما حرية الإرادة (حرية الاختيار) من بين أكثر الأمور التي نتمسك بها. لقد رفض فيشته ما هو أكثر إذ ذهب إلى أن أي فلسفة تبدأ بالمادة لا يمكنها أن تشرح الوعي الذي هو غير مادي. لكن قضايا الفلسفة الأساسية تهتم بهذه الحقيقة الغامضة التي نسميها