التناقض والصراع والترابط Synthesis تظهر في السياسة والاقتصاد والفلسفة والتاريخ.
لقد كان محققا أو واقعيا realist بالمعنى الوسيط (المعنى الذي كان سائدا في العصور الوسطى): فالكون أكثر حقيقة من أي من أجزائه (ذراته) التي ينطوي عليها: فالإنسان يشمل كان البشر من كان منهم حيا أو من أغرق في الموت، والدولة أكثر حقيقة أو أعمق وجودا realer، وأكثر أهمية وأطول عمرا من أي مواطن من مواطنيها وللجمال قوة خالدة يبقي حتى ما مات، فتظل بولين بونابرت Pauline Bonaparte ويبقى الجمال حتى لو أن أفروديت Aphrodite لم تكن قد وجدت في يوم من الأيام. وأخيرا وجدنا الفيلسوف الملزم (بكسر الزاي) يحمل كوكبة مقولاته على المقولة الأقوى والأشمل والأبقى. إنها الفكرة المجردة التي تتمثل فيها كونية كل شيء أو فكر أو عقل أو تكوين أو قانون، إنها الفكرة التي تمسك بالكون، إنها اللوجوس Logos أو الكلمة التي تجلل الجميع وتحكمه.
٣/ ٣ - العقل Mind
كتب هيجل كتابه The Phanomenologie des Geistes في يينا بينما كان جيش نابليون الأساسي يقترب من المدينة (يينا). ونشر الكتاب في سنة ١٨٠٧ عندما كان أبناء الثورة الفرنسية يدمرون بروسيا بلا رحمة وبدوا وكأنهم يثبتون أن العقل البشري قد ضل طريقه إلى الحرية في تلمسه التاريخي هذا لطريقه من الملكية إلى الإرهاب إلى الملكية مرة أخرى. وقرر هيجل أن يدرس عقل الإنسان في ظواهره المختلفة كإحساس وإدراك ومشاعر ووعي وذاكرة وخيال ورغبة وإرادة ووعي ذاتي وتفكير، فربما يستطيع في نهاية هذا الطريق أن يكتشف سر الحرية. ولم يتهيب من هذا البرنامج فقرر أن يدرس أيضا العقل الإنساني من خلال دراسته للمجتمعات والدولة، وفي الفن والدين والفلسفة. وكانت نتيجة بحثه هي تحفته الخالدة العامرة بالبلاغة والغموض، وكان لها تأثير في ماركس Marx وكيركجارد Kierkegaard وهيدجر Heidegger وسارتر Sartre بشكل أو آخر.
لقد بدأت الصعوبة مع كلمة Geist التي نشرت سحابا من الغموض واللبس على الروح والعقل والنفس (Ghost and Mind & Spirit & soul) وسوف نترجمها عادة بمقابل إنجليزي