النجاح الكامل لإصلاحات شتاين وهاردنبرج Stein & Hardenberg. لقد دعت إلى مَلكية (بفتح الميم) مقيدة وحكومة دستورية، وحرية العبادة وإعطاء حقوق المواطنة لليهود. لقد أدانت الحكم المطلق الذي عرفته بأنه حيث يختفي القانون، وعندما تتحكم إرادة بعينها سواء كانت إرادة العرش أو إرادة العوام (حكومة الدهماء Ochlocracy) وتصبح هذه الإرادة قانوناً أو تحل محل القانون، بينما تقتضي الدقة أن توجد الحكومة الشرعية والدستورية في وضع مثالي ورفض هيجل الديمقراطية برمتها:
فالمواطن العادي غير مهيأ لاختيار الحاكم الكفء، وغير مهيأ لرسم سياسة البلاد. وقبل الفيلسوف (هيجل) دستور الثورة الفرنسية الصادر في سنة ١٧٩١ ذلك الدستور الذي دعا لملكية دستورية يصوت فيه الشعب لاختيار أعضاء جمعية وطنية، وليس لاختيار الحاكم. والملكية الانتخابية هي أسوأ المؤسسات لذا فقد أوصى هيجل بحكومة ذات مجلسين تشريعيين ينتخبها المواطنون ذوو الممتلكات، ومجلس وزراء تنفيذي وإداري، ومَلكية وراثية hereditary monarch في يدها القرار النهائي. إن تطوير الدولة إلى ملكية دستورية هو إنجاز العالم المعاصر.
ومن غير العدل أن نصف هذه الفلسفة بالرجعية فهي متمشية تماما مع الاتجاه العقلي المحافظ لكل من مونتيني Montaigne وفولتير، وبورك Burke وماكولي Macaulay، وبها نصح بنيامين كونستانت Benjamin Constant ابن الثورة نابليون، وكذلك انتهى توكفيل Tocqueville بعد دراسة الحكومتين الفرنسية والأمريكية. ويترك هذا النظام مساحة لحرية الفكر الفردية والتسامح الديني. ولابد أن ننظر لهذا النظام في سياق الزمان والمكان: ولابد - كي نفهم هذا النظام - أن نتصور أنفسنا في خضم الاضطراب الهائل الذي ساد أوربا بعد فترة نابليون بما اعتراها من إفلاس وإحباط، حيث كانت حكوماتها الرجعية تحاول إعادة نظم الحكم القديمة (السابقة على الثورة الفرنسية) - لابد أن نتصور أنفسنا في فترة هذه صفاتها لنفهم رد فعل مفكرٍ كان هو أيضاً قد تقدم به العمر كثيراً بدرجة تمنعه من أن يكون مغامراً فكريا وكانت أقدامه قد رسخت رسوخاً شديداً بدرجة تمنعه من التشوق للثورة، أو المخاطرة بإحلال نظريات لم تُحككها التجربة محل حكومات قديمة أو استبدالها بحكم العامة. لقد كانت كتاباته في