وكفيلة بدعم ولائهم الوطني. وقد حمى القياصرة المنشقين الدينيين طالما ظلوا موالين للدولة ولا يسببون إزعاجا. لقد تغاضت كاترين الثانية وتغاضى أيضا إسكندر الأول عن المحافل الماسونية Freemasonry lodges التي كانت تدعو - بحذر - لإصلاحات سياسية.
لقد تمسك النبلاء الروس بكل حقوقهم الإقطاعية ومارسوها وكانوا يتحكمون - تقريبا - في كل جانب من جوانب حياة أقنان الأرض العاملين في أراضيهم، فكان يمكن للسيد الإقطاعي أن يبيع رقيق الأرض من العاملين عنده، كما كان يمكنه تأجيرهم للعمل في المصانع في المدن، وكان يمكنه أن يودع من يشاء منهم في السجن ويضربه بالعصا أو يجلده بالسوط. وكان يمكنه أن يعهد بهم إلى الحكومة لتشغيلهم في سيبيريا أو سجنهم هناك وكان في هذا شيء من التخفيف عليهم.
وكان بيع عبد الأرض (القن) بمفرده دون أسرته أمراً نادرا، لكن بعض النبلاء أسهموا في تعليم بعض الأقنان وغالبا ما كان هذا التعليم من النوع التقني أو الحرفي الذي يفيد العمل في ممتلكات النبيل، وأحيانا يكون هذا التعليم لإعداده لمجال أوسع، فقد سمعنا أنه في نحو سنة ١٨٠٠ كان هناك قن serf يدير مشروعاً للنسيج به خمسمائة نول لكن معظم هذه الأنوال كانت في بيوت في مزارع أسرة شيرمتيف Sheremetev الشاسعة.
ويشير تعداد السكان في روسيا في سنة ١٧٨٣ إلى أن إجمالي عدد السكان هو ٢٥،٦٧٧،٠٥٨ نفس، وكان هناك من بين الذكور البالغ عددهم ١٢،٨٣٨،٥٢٩: أقنان يمتلكهم أصحاب الأراضي، يبلغ عددهم ٦،٦٧٨،٢٣٩ (لكل قن منهم أنثاه) أي أكثر من نصف السكان. لقد بلغت القنانة ذروتها في تلك الفترة، وساءت في عهد كاترين، وتخلى إسكندر الأول عن محاولاته الباكرة للتقليل منها.
ويشير الإحصاء السابق إلى أن ٩٤،٥% من سكان روسيا من أهل الريف، لكن هذا الرقم يشتمل على فلاحين يعملون في المدن ويعيشون فيها. وكانت المدن تنمو ببطء فلم يكن يزيد عدد ساكنيها في سنة ١٧٩٦ عن ١،٣٠،١٠٠٠ نفس.
وكانت التجارة فعالة ونامية خاصة على طوال السواحل وفي القنوات المائية الكبيرة - وكانت أوديسا Odessa بالفعل مركزا عامراً للتجارة البحرية، أما الصناعة فكان نموها أبطأ، فكثير من النشاطات الصناعية كان يتم في محلات ومنازل في مناطق ريفية. وكانت حرب