اسكتلندية) وفي الجنوب ٦٠،٠٠٠ بقيادة الأمير بيوتر باجراتيون Pyotr Bagration (من جورجيا)، وفي الشرق ٤٠،٠٠٠ بقيادة الجنرال إسكندر تورماسوف Aleksandr Tarmasov. ولم تكن هذه الجيوش نداً قوياً لجيوش نابليون البالغ عددها ٤٠٠،٠٠٠، لكن بالانسحاب المنظّم يمكنها أن تستهلك أو تدمّر كل المؤن وموارد الطعام أو تبعدها، ولا تترك إلاّ القليل لينهبه الغزاة. وكان هناك جيش روسي آخر مكون من ٦٠،٠٠٠ مقاتل شديد البأس أصبح متاحاً الآن بعد الاتفاق مع تركيا وتوقيع معاهدة سلام معها، وكان هذا الجيش في طريقه للشمال بقيادة الجنرال بول شيخاجوف Chichagov لكن هذا الجيش كان يبعد مسيرة سبعة أيام.
وفي ٢٤ يونيو كان إسكندر هو ضيف الشرف في حفل راقص في مزارع الكونت ليفين بنيجسن Levin Bennigsen الذي سبق له أن حارب نابليون في إيلاو Eylau سنة ١٨٠٧. وفي أثناء الحفل أفضى حامل الرسائل لقيصر بأن الفرنسيين عبروا النيمن Niemen إلى روسيا، فأخفى قيصر الخبر حتى انتهى الاحتفال. ولما عاد لمقره أصدر الأوامر لجيوشه المحلية بالانضمام معاً إن أمكن، وعليها في كل الأحوال أن تنسحب إلى المناطق الداخلية. لقد وصل الفرنسيون أسرع مما كان متوقعاً ولم تستطع القوات الروسية أن ينضم بعضها إلى بعضها الآخر لكنها راحت تتراجع (تنسحب) بنظام جيد.
وفي ٢٦ يونيو أرسل قيصر إلى نابليون طالباً فتح باب المفاوضات شريطة مغادرة القوات الفرنسية للأراضي الروسية فوراً. ولم يكن هو نفسه مؤمناً بجدوى اقتراحه، فغادر فيلنا Vilna مع جيش باسلي دي تولي Barclay de Tolly قاصداً فيتبسك Vitebsk، وهنالك، ألح عليه ضباطه بأنه غير مؤهّل لوضع إستراتيجية عسكرية، فغادر قاصداً موسكو وناشد المواطنين التضحية بالمال والدم للدفاع عن بلاد آبائهم وأجدادهم فتفاعلوا بحماس مع مناشداته فعاد إلى سان بطرسبرج وقد امتلأ شجاعة.
وفي ٢٧ يونيو بدأ نابليون وجيشه الرئيس مسيرة طويلة - ٥٥٠ ميل - من كوفنو إلى موسكو. وحتى هذه الأيام الأولى في روسيا كانت محنة؛ إذ بلّل المطر الثقيل كل شيء ونقعه في الماء. وكان كل جندي يحمل معه طعاماً يكفيه لخمسة أيام لكنهم راحوا ينهبون