الحقول وأكواخ القرى دون مراعاة لأوامر الإمبراطور بالكف عن السلب والنهب، وكان هذا رغبة منهم في زيادة كميات الطعام لديهم أو تعزيزها بأنواع أخرى. ووصل الجيش إلى فيلنا Vilna في ٢٨ يونيو ونهبها بقدر ما يستطيع قبل وصول نابليون، وأتى (أي نابليون) وهو يتوقع أن يستقبله أهلها كمحرر، وحياه بعض اللتوانيين والبولنديين لكن آخرين قابلوه بصمت مُتجهِّم مُمتعضين مما قام به جيشه من سلب ونهب وأتته وفود طالبة منه أن يضمن عودة العرش البولندي، ولم يستطع أن يُلزم نفسه خوفاً من تحوّل البروس والنمساويين في حكومته عنه أو تمرد الجنود البروس والنمساويين في جيشه عليه، وطلب من الوفود تأجيل هذا الطلب إلى حين عودته منتصراً من موسكو.
وكان نابليون يأمل أن يُفاجئ في فيلنا أحد جيوش القيصر ويدمّره، لكن بارسلي Barclay وجنوده كانوا قد هربوا (انسحبوا) إلى فيتبسك Vitebsk وكانت قوات نابليون تخشى ملاحقته خشية شديدة، واستمر نابليون طوال أسبوعين يستعيد النظام ويرفع الروح المعنوية للجنود، وتعكّر مزاج الإمبراطور لأحداث متوالية غير مواتية، فقد كان قد أرسل أخاه جيروم Jerome بجيش مهم لملاحقة باجراتيون في الجنوب، وفشل جيروم في الإيقاع بفريسته فعاد إلى الجيش الفرنسي الرئيسي فوبَّخه نابليون لإجراءاته البطيئة وقيادته المتراخية فسلَّم القيادة وانسحب إلى بلاطه في وستفاليا Westphalia .
وفي ١٦ يوليو قاد نابليون جيشه الذي أُعيد إنعاشه وتمويله خارج فيلنا Vilna في مسيرة بلغ طولها ٢٥٠ ميلاً إلى فيتبسك Vitebsk. وكان يخطط أن يلحق هناك بجيش بارسلي دي تولي Barclay de Tolly لكن الاسكتلندي (المقصود: ذو الأصول الاسكتلندية) البارع كان بالفعل قد تقدم في الطريق إلى سمولنسك ولم يستطع نابليون ملاحقته إلى أبعد من فيتبسك لأنه (أي نابليون) كان قد أمر بإرسال دعم ومؤن لجيشه في فيتبسك، فلا شيء يمكن به إجبار إسكندر على الإذعان لشروطه (شروط نابليون) سوى الاستيلاء على عاصمة روسيا المقدسة والعريقة.
وبعد أن قضى نابليون خمسة عشر يوماً في فيتبسك قاد جيشه في ١٣ أغسطس آملاً أن يلحق بجيش بارسلي في سمولنسك التي كانت مركزاً مزدحماً بالسكان وكانت