ديسمبر ١٨١٢) وحث شتاين Stein الذي كان مرافقاً لإسكندر منذ خروجه من سان بطرسبرج - حثّه على التقدم في المناطق التي يتوقّع أن يرحَّب به فيها شعب بروسيا. وأعلن القيصر العفو العام عن كل البروس الذين سبق أن حاربوه ودعا ملك بروسيا وشعبها للانضمام إليه في حربه المقدسة in his Crusade. وكان فريدريك وليم الثالث ممزَّقاً بين النسر Eagle الفرنسي والدب Bear الروسي فرفض امتداح تصرف يورك Yorck وانسحب من برلين إلى بريسلو (بريسلاو Breslau) . وتقدم إسكندر عبر بروسيا الشرقية وراح الناس يحيّونه صائحين:"إسكندر طويل العُمر! حياة مديدة للقوزاق".
وعندما اقترب من المناطق الحدودية بين بروسيا الشرقية وبولندا، أرسل رسالة للزعماء البولنديين يعدهم بالعفو العام وبدستور وبمملكة على رأسها قيصر روسيا. وبناء على تفاهم سري - فيما يبدو - بين روسيا والنمسا قام الأمير كارل فيليب فون شفارتسنبرج Von Schwarzenberg قائد الحامية النمساوية في وارسو بالانسحاب مع جنوده إلى غاليسيا (جاليسيا Galicia) ، وأقبل المسئولون البولنديون للترحيب بإسكندر، وفي ٧ فبراير ١٨١٣ دخل العاصمة دون مقاومة. وهكذا ماتت دوقية وارسو الكبيرة موتاً مبكراً وأصبحت بولندا كلها تابعة لروسيا. وكانت بروسيا تأمل في استعادة جزء بولندا الذي كان ضمن ممتلكاتها في سنة ١٧٩٥، فسارع إسكندر بالتأكيد لفريدريك وليم أنه سرعان ما ستوجد تسوية مقبولة لنصيبه المفقود (في بولندا)، وفي هذه الأثناء راح إسكندر مرة أخرى يحث ملك بروسيا وشعبها للانضمام إليه ضد نابليون.
وكان البروس قد طال انتظارهم لهذه الدعوة (مواجهة نابليون) فقد كانوا شعباً معتزاً بنفسه لا يزال يتذكر فريدريك. ومما ألّق الروح الوطنية لدى البروس وعمَّقها هذا التوسع الفرنسي السريع، وقيام إسبانيا بانتفاضة ناجحة. وكانت الطبقات الوسطى متحمسة في الاعتراض على الحصار القاري (الذي فرضه نابليون) كما كانت معترضة على الضرائب المرتفعة المفروضة لدفع تعويضات الحرب للفرنسيين. وكان مسيحيو بروسيا مغرمين بكنائسهم غيورين على عقيدتهم، وكانت كل الطوائف المسيحية لا تثق في نابليون وتعتبره ملحداً يخفي إلحاده (المقصود عدم إيمانه باللاهوت المسيحي). واتفقت الفرق