وتشاور الحلفاء في هذا العرض الذي يعني انسحابهم إلى ما وراء الراين وأنهوا المفاوضات، ولم يضعوا في اعتبارهم عرض نابليون، وأكدّوا تحالفهم لمدة عشرين عاماً أخرى في شومون Chaumont في ٩ مارس، وتراجع شفارتسنبرج إلى تروي Troyes وكان لا يزال معه ١٠٠،٠٠٠ مقاتل.
وراح نابليون يلاحقه بحذر على رأس ٤٠،٠٠٠ مقاتل. وفي هذه الأثناء علم أنّ بلوخر أعاد تكوين قواته وتشكيلها وأنه راح - مرة أخرى - يشق طريقه إلى باريس على رأس ٥٠،٠٠٠ مقاتل، فترك (أي نابليون) كلاً من أودينو Oudinot وماكدونالد Macdonald وإتين - موريس - جيرار Etienne - Maurice Gerard لمناوشة قوات شفارتسنبرج وعاد برجاله من السين إلى المارن Marne، ودمج بين قوات مارمون ومورتييه Mortier على أمل الإيقاع بقوات بوخلر عند نهر آسن Aisne حيث لا يمكن للقوات البروسية أن تهرب إلا من فوق جسر سويسون Soissons، لكن جيشين آخرين من جيوش الحلفاء (٥٠،٠٠٠ مقاتل) تحركا من الشمال وانقضا على جسر سويسون، وأرهبا القائد الفرنسي على تسليم الجسر والمدينة، فعبرت قوات بلوخر الجسر Blucher وأحرقته (بعد العبور) وانضمت إلى القوات المنقِذة (بكسر القاف) فأصبح إجمالي عدد القوات ١٠٠،٠٠٠، وتعقبهم نابليون على رأس ٥٠،٠٠٠ وقاتلهم بشكل غير حاسم في كرون Craonne ولاقى الهزيمة في معركة شرسة استمرت يومين في لون Loan (٩ - ١٠ مارس).
ولم يساعده ذلك كثيراً وفي ١٣ مارس وجد جيش بروسي آخر عند الراين فهزمهم فتلفى التهاني والتشجيع من الجماهير، وترك نابليون كلاً من مارمون، ومورتييه لمواجهة بلوخر وراح مرة أخرى ينتقل من مواجهة عدو إلى مواجهة عدو آخر، وفي أرسى - سير - أوبى Arcis-Sur-Aube (في ٢٠ مارس) بدأ حرباً عنيفة مجنونة بمن بقي معه (٢٠،٠٠٠) مع جيش شفارتسنبرج (٩٠،٠٠٠ من الجنود الأقوياء) وبعد يومين من المذابح والحرب البطولية اعترف بالهزيمة وعبر الأوبي Aube لإتاحة مكان ملائم لجيشه المستنزف كي يستريح.
لقد أصبح نابليون مرة أخرى على وشك الانتهاء. لقد أصبح حاد المزاج لتوتر أعصابه واعتلال جسده وراح يوبخ ضباطه بشكل غاضب مع أنهم خاطروا بحياتهم من أجله في حرب إثر حرب. لقد حذّروه ذاكرين أنه لن يتلقى تعزيزات عسكرية أخرى من أمة تعبت