الذي هو في عجلة من أمره (نابليون) للاستعانة به بعرض منصبه (منصب فوشيه) القديم عليه، رغبة منه (نابليون) في إحكام مراقبته والتدقيق في أعماله وتوجهاته بالإضافة إلى أن أحداً ما لا يشكك في قدرات فوشيه. وظل فوشيه محتفظا بأوضح رؤية كما كان متمتعا بمرونة لا حد لها طوال معظم الفترة المعقَّدة التالية. لقد كتب في مذكراته:
الإمبراطور في نظري مجرّد ممثل احترق، لن يستطيع إعادة ما كان قد أنجزه. وحتى في أثناء عمله مع نابليون نجده قد تنبأ في نحو نهاية شهر مارس أنه - أي نابليون - لن يستطيع البقاء أكثر من ثلاثة أشهر.
وكانت الخطوة التالية، بعد اختيار الحكومة هي تنظيم جيش. لقد كان لويس ١٨ قد شعر بعدم جدوى الجيش سوى لضبط الأمور الداخلية، وبالتالي فقد ألغى التجنيد الإلزامي وقلّص القوات العسكرية إلى ١٦٠،٠٠٠ رجل، فأعاد نابليون التجنيد الإلزامي في شهر يونيو لكن هؤلاء الشباب المحظوظين لم يكونوا قد جُنّدوا عندما أنهت معركة واترلو الحرب. ودعا نابليون الحرس الوطني للاستعداد لأداء خدمات عسكرية كاملة بما في ذلك الحرب ضد الأجانب، فرفض كثيرون منهم، ولم يمثل سوى ١٥٠،٠٠٠. وبهؤلاء وبعض المتطوعين بالإضافة إلى الجيش القائم أصبح في إمكانه أن يحشد في يونيو ٣٠٠،٠٠٠، مَرْكَزَ معظمهم في الدوائر (المحافظات) الشمالية وأمرهم بانتظار أوامر أخرى.
وفي هذه الأثناء كررّ مرة أخرى أعماله الجليلة كما كان في سنة ١٨١٣ و ١٨١٤ بتدبير المؤن والمواد اللازمة للجيش الجديد. واستورد سرا البنادق والمدافع من إنجلترا عدوته الأثيرة. ولم يستطع استخدام كل مارشالاته السابقين لأن بعضهم نذر نفسه لخدمة لويس الثامن عشر، لكن كان لا يزال في خدمته كل من ني Ney ودافو Davout وصول Soult وجروشي Grouchy وفاندام Vandamme. ودرس خرائط الطرق والتضاريس وتقارير تحركات العدو وخطط لكل الجوانب الكبيرة في المعركة القادمة. وفي هذا التخطيط كان في ذروة تألقه العقلي وفي ذروة سعادته. ورغم أنه كان يقبض على زمام الحكم إلاّ أن مهمته الثالثة ألا وهي كسب الدّعم الجماهيري، كانت هي الأصعب من مهامه الثلاث - لقد كانت كل العناصر تقريبا - فيما عدا الملكيّين - يطالبون بالتزامه بدستور يحمي حرية الحديث والصحافة ويجعله مسئولاً