وكانت بولين (١٧٨٠ - ١٨٢٥) أخت نابليون هي أكثر ذويه جاذبية. لقد كان من نصيبها أن تنشر السعادة والمشاكل لأنها كانت أجمل نساء عصرها، فالرجال الذين رأوها لم ينسوها أبدا، والنسوة اللاتي رأينها لم يسامحنها أبدا. ولم تكن مكتفية أبداً بزوج واحد، لكنها كانت فيما يبدو زوجة محبوبة في أثناء زواجها الأول حيث شاركت زوجها الجنرال ليكليرك Leclerc المخاطر التي تعرض لها ولم تتركه عندما أصيب بالحمى الصفراء في سانت دومنج St.-Domingue.
وعندما مات (١٨٠٢) عادت إلى باريس، وبعد فترة حداد قصيرة كوّنت ثروة أخرى من الشَّعر تجلّل رأسها، وكانت تستحم بخمسة جالونات من الحليب الطازج يوميا. وافتتحت صالونا وأسعدت الأزواج بجمالها وأسعدت بعضهم بكرمها. وكان نابليون نفسه مفتونا - على نحو طاهر - بتكوينها فسارع بتزويجها من الأمير الثري الوسيم كاميلو بورجيز Camillo Borghese (١٨٠٣) وفي فلورنسا (١٨٠٥) طلب منها كانوفا Canova أن تتخذ وضع ديانا الصيادة، وكانت بولين ميّالة للموافقة، إلا أنها عندما سمعت أنّ ديانا طلبت من جوبيتر Jupiter أن يهبها عذرية دائمة ضحكت واستبعدت الفكرة.
وعلى أية حال فهناك من حثها على أن تتخذ وضع فينوس Venus Victrix وهي شبه عارية، فكثر المترددون على متحف بورجيز (جاليريا بورجيز Galleria Borghese) لرؤية الصورة وكان بورجيز نفسه واعيا بعدم كفاءته فتفرغ لواجباته العسكرية كضابط عند نابليون، وتركها. وراحت بولين Pauline تسلِّي نفسها بشكل مخزٍ متجاوزة المعايير الأخلاقية، فألحقت بصحتها الضرر لكن ليس من دليل واضح على إصابتها بالسيفلس (الزهري) وكانت ربة الجمال اللعوب أيضا مثالا للرقة ولم تكن تفوقها في رقتها سوى جوزيفين التي راح كل آل بونابرت - ما عدا نابليون - يشنون عليها حرب مستمرة.
لقد أعطت بولين بسخاء وكسبت صداقات كثيرة دائمة حتى من بين عشاّقها الذي تخلّت عنهم، وكانت أكثر آل بونابرت ولاءً لنابليون بعد أمّها. لقد خرجت عن طريقها لتقابل أخاها غير السعيد وتواسيه وهو في طريقه إلى فريجو Frejus في سنة ١٨١٤ وسرعان ما تبعته إلى إلبا، وهناك عملت مضيفة له وأنعشت حياته وحياة الجزيرة بحفلاتها ومرحها وحيويتها ومداعباتها. وعندما خرج من الجزيرة في آخر