والمصابيح والجرار والحيوانات والآلهة. وقد كان في بادئ الأمر، في العهد المينوي الأول، يقنع تشكيل هذه الآنية بيده، حسب الأنماط التي ورثها عن العصر الحجري الحديث. وكان يطليها بطبقة زجاجية سمراء أو سوداء ويترك النار تلونها بما تشاء من الظلال. ثم عرف في العهد المينوي الأوسط استخدام عجلة الفخراني ليبلغ بها الذروة في المهارة، وهو يطليها في ذلك العهد بطبقة زجاجية تماثل في تناسقها ورقتها طلاء الخزف، وينشر عليها في غير نظام الألوان السوداء والسمراء، والبيضاء، والحمراء، والبرتقالية، والصفراء، والقرمزية، والحمراء القانية، ويمزجها فيخرج منها ظلالاً جديدة؛ وهو يرقق الصلصال ترقيقاً وصل إلى حد الكمال في الآنية الجميلة الزاهية الألوان الرقيقة الجدران التي وجدت في كهف كمارس kamares على جبل ايدا Ida، والتي لا يزيد سمك جدرانها على ملليمتر واحد، وقد أفرغ على هذه الآنية كل ما وهب من خصب الخيال. وبلغت صناعة الفخار في كريت ذروة مجدها بين عامي ٢١٠٠ و ١٩٥٠ ق. م وترى الصانع يوقع باسمه على ما يصنع، ويحرص أهل بلاد البحر الأبيض المتوسط على اقتناء مصنوعاته، وفي العهد المينوي المتأخر يطبق أصول الفن إلى أقصى حد على صناعة الغخار الرقيق، فيصنع من عجينة الفخار ألواحاً ومزهريات زرقاء فيروزجية وآلهات متعددة الألوان، ونقوشاً لحيوانات بحرية تكاد أن تكون هي والحيوانات الحقيقية سواء بسواء. وهل هناك أدل على هذا من أن إيفنز رأى سرطاناً بحرياً من الميناء فظنه سرطاناً متحجراً. وفي ذلك العهد ترى الفنان يعشق الطبيعة ويسره أن يمثل على آنيته أنشط الحيوانات حركة، وأزهى الأسماك لوناً، وأرق الأزهار أوراقاً، وأجمل النباتات شكلاً. وهو يخرج روائع الفن الخالدة في الطور الأول من أطوار العصر المينوي المتأخر أمثال مزهرية الملاكمين ومزهرية الحصادين؛ ففي الأولى يصور القسوة بجميع أشكالها ومواقفها في ألعاب الملاكمة، ويضيف إليها صوراً من حياة مصارعي الثيران، وفي