التي لا تكاد تقل سخريتها عن سخرية التاريخ- زوجة هفستوس المعقد، ولكنها تروح عن نفسها بالاتصال بأريس، وهرمس، وبوسيدن، وديونيسس وبكثيرين من الآدميين مثل أنكيسيز وأدنيس (١). وقد أهدى إليها باريس في مباراة بينها وبين هيرا التفاحة الذهبية جائزة الجمال، ولكن لعلها لم تكن جميلة بحق إلا بعد أن أعاد بركستليز تصويرها، وخلع عليها ذلك الجمال الذي جعل بلاد اليونان تغفر لها جميع خطاياها.
ومن واجبنا أن نضيف ألى كبار الآلهة الأولمبية من أبناء زيوس الشرعيين منهم وغير الشرعيين أخته هيرا إلهة البيت، وأخاه بوسيدن المشاكس. وكان هذا الإله يماثل عند اليونان نبتون عند الرومان يرى وهو آمن على نفسه في مملكته المائية أنه ند زيوس وقرينه؛ وحتى الأمم التي تعيش في داخل القارة بعيدة عن البحر كانت تعبده لأنه لم يكن الحاكم المسيطر على البحر فحسب، بل كان المسيطر أيضاً على الأنهار والعيون، وكان هو الذي يهدي المجاري العجيبة التي تسير تحت الأرض إلى طرقها، والذي يحدث الزلازل بأمواج المد. وكان الملاحون اليونان يقيمون له الصلوات ويشيدون الهياكل على ألسنة الأرض الخطرة الممتدة في البحر ليتقوا بها غضبه.
ويشيدون هناك آلهة أقل من هذه شأناً حتى على جبل أولمبس، لأنه تجسيد المعاني المجردة لم يكن يقف عند حد. فمن هذه هستيا) وهي فستا عند الرومان (إلهة
(١) ليست أسطورة أدنيس إلا صورة أخرى من موضوع الإنبات الكثير الصور، ونقصد بالإنبات موت التربة وبعثها كل عام. وقد شغفت بهذا الشاب الوسيم كل من أفرديتي وبرسفوني إلهتي الحب والموت. وحسد أريس أرتيس على حظوته لدى أفرديتي فتنكر في صورة خنزير بري وقتله. وولدت من دم أدنبي شقائق النعمان، ومن أحزان أفرديتي أنهار من الشعر؛ وأقنع زيوس الإلهتين أن تقسما بينهما وقت أدنيس واتفاته، فيبقى نصف العام مع برسفوني في هاديز (الجحيم)، ثم يعيد إليه في النصف الثاني حياته الأرضية وحبه الدنيوي. وكان الفينيقيون والقبرصيون والأثينيون يحتفلون بموت أدنيس فيقيمون له عيد الأدونيا، فكانت النساء يحملن صورة الرب؛ (لأن هذا هو معنى لفظ أدنيس). ويندبن موته بأعلى أصواتهن ثم يحتفلن احتفال النصر ببعثه.